الدكتور عبدالله بوصوف  الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج.

 

تجري الانتخابات الـروسية اليـوم 18 شتنبر2016 في منـاخ دولـي وإقـليمي ومحلي يـطبعـه الاختلاف والـتـرقـب، مع تغيـيـر موعــد الاقـتـراع مـن دجنبـر إلـى شتنبـر؛ في حين أنها أول انتخابـات تـشريعيـة بعـد رئاسيـات 2012، الـتي قــادت فـلادمير بــوتـيـن إلى الـكـريملين الـــروسي..

 

2

 

انتخـابـات مجلس الــدوما (الغرفة السفلى للبرلمان الـروسي) ستعـرف مـشاركـة 111 مليـون نــاخب روسي لاختيــار 450 برلمـانيا و40 مستشـارا جهــويا و5 آلاف مستشــار محلي، وستعـرف مشــاركــة 14 حــزبـا…

3

 

وتــذهب كــل المؤشرات واستطلاعات الـرأي إلى فـوز حــزب ديميتري ميدفيديف وبــوتـيـن (حزب روسيا الموحدة) أمــام أحــزاب معارضة عــاجزة عــن تــوحيد صفوفهــا، واكـتفـت بالعـزف على تــداعيات الأزمة الاقتصادية والبطالـــة… في حيـن يُـمكن أن يقفـز الحزب الليبرالي إلى المركز الثاني مكــان الحزب الـشيوعي…!!

4

 

على أن الـمنافس الــقوي لحزب روسيا الموحدة ـ حسب بعض المراقبين ـ هــو العـــزوف عــن الــمشاركة، لـذلك قال الــرئيس بــوتـيـن في كلمة متلفـزة مــوجهـة للشعـب إن “التصويت واجب وطني…”. ومـن جهة أخرى تـم تقليص نسبة العتبة من 7 في المائة إلى 5 في المائة، والسماح للعــديـد مـن المراقبين الــدوليين بمتابعة سيــر انتخـابـات مجلـس الـدومـا …

5

 

وبـحـثـا عن أدوات ديمقراطية لتجميل وجه روسيـا الحقوقي أمام العالم، وحماية لنتائـج انتخابات مجلس الـدوما من الطعن في نزاهتها أو الادعاء بتزويـرها، تـم تعــيـيــن الحقوقية إيــلآ بامفيلوفــا على رأس لجنة الانتخابات الروسية، كضمانة للشفافية والنزاهــة..

1

 

عــودة روسيا إلى الـساحة الـــدولية كفاعــل محوري في الأحـداث العالمية، كالأزمة الـسورية وأزمة أوكـرانيا وضم جزر الـقرم، بــررتْ فـرض عقـوبات اقتصادية عليها من طرف دول أوروبية وأمريكــا، وعمقت مــن جروحهـا كل من الأزمة الاقتصادية وانخفاض سعــر الـبترول وارتفاع البطالـــة….!

2

 

لــكـن تطـور القدرات العسكرية الروسية ومصادرها مـن الغــاز والبترول جعلها تُـؤمـن وضعها على الساحة كـفاعــل جيــوسياسي وقــوة عسكريـة واقتصادية مهمة، وتــرسم معالــم نهايــة مرحلة الأحادية الــقطبية في العالــم…!

 

يـبـدو أنـنا لــم نتعـود بعـد على متابعة أحداث الــدول الخارجة عـن المناطق الكلاسيكية في عُـرف الدبلوماسية المغربية، أي دول الاتحاد الأوروبي وأمريكــا وكنــدا والــدول العربية والــقارة السمراء؛ وذلك راجع إما لعــوامل الارتباط الاقتصادي أو الاستعماري أو الــديــن أو التحالفــات الأيــديولوجية والـقطبيــة وغيــرها، إذ ربــط المغرب علاقــات خجولة (تمثيلية دبلوماسية أو قنصلية، مبــادلات تجارية ضعيفة، تبــادل ثقـافي محتشــم….) مع باقي دول العالم خــارج المنظومة أعــلاه…

 

لكــن الــزيارة الـملكيـة إلى الصيــن وروسيــا فــي مارس 2016 رسـمـتْ حــدودا جـديدة، وهــدفـتْ إلـى تـنـويــع الـشركاء الإستــراتيجيين، فتــم تــوقـيـع اتفاقيــات هــامــة تـخص مجالات متنــوعــة، كالـقضـاء والصيد البحري والفلاحة والـسياحـة والطاقـة والـبيئة والمتاحف، وأيضا الــتعاون العسكري ومحاربة الإرهــاب…وقبــل كـل هــذا الــدعم في ملف الصحراء المغربية؛ ما يجعــل الفاعل السياسي والحزبي والنقابي والأكاديمي والإعلامي، وغيرهــم مـن الفــاعلـين المغاربة، أمام فضاءات جــديــدة للاشتغـال، وأمام تصورات جــديــدة تــفــوق تـطويــر الـمبادلات الـتجارية إلــى تبــادل الخبرات الـفنيــة والثقافية وأيضا الإعلامية، وخلــق علاقــات لـيس فقــط مـع رجـال الأعمــال والسياســة الــروس، بل أيضا مع صُنـاع الــرأي العـام والــمـؤثــريــن فـيــه…!

 

لــذلك لــم يـكـن مُمكنـا مــرور انتخابات مجلس الــدوما (شتنبر 2016) مــرور الكـرام، دون التحسيس بأهمية هذا الحـدث الانتخابي وتــداعيات نتــائجــه الـمستقبليــة على الـمحيط الــدولي، خاصة أن 2018 ستشهــد الــرئاسيـات الروسيــة وإمكـانية مشـاركة بــوتيــن فيها مــن عــدمــها؛ لأنــنـا بهــذا سنكـون خــارج دائــرة اهتمام فـاعــل سياسي وقــوة اقتصادية وعضو دائــم في مجلس الأمـن الدولي وحليف إستراتيجي..!!