محمد بوتخريط / هولندا.
 
 
الهزات الارضية التي عاشتها و تعيشها و لازالت تعرفها مناطق الريف شمال المغرب منذ مدة وخاصة منذ أواخر شهر يناير المنصرم ليست جديدة أو عادية .. عانى منها الاهالي في الريف ، ولا زال يعانون من تبعاتها حتى الآن خاصة في ضل غياب الدعم , و غياب توفير المساعدات الكافية ، ليصبح الدور الإنقاذي الذي يمكن لإرادة “الآخر”، أن تلعبه عندما تحل محل “أكياس المساعدات” الفارغة من كل محتواها ودلالاتها ، هو البلسم الذي يضعونه على الجرح .
كان لصور الدمار والمأساة في الريف التي أسفر عنها الزلزال ، صدى لدى الجمعيات والفاعلين الامازيغ في الدياسبورا ، وظهر السؤال الطبيعي لدى العديد من هؤلاء : “ما الذي يمكنني اقدمه لمساعدة المتضررين من الزلازل ..وكيف؟”. 

وهو نفس الشيء الذي أدركته مجموعة من الفعاليات الامازيغية بهولندا لتأتي الفكرة..و المبادرة ، مبادرة تضامنية .. وراءها نيات حسنة وأهداف سامية نبيلة، ومنظمة تحت شعار غير معلن عنه ، والذي حمله كل من أتى وساهم و حضر الى روتردام … شعار:”“دعم الريف” ، عملا بفلسفة التكافل والتضامن التي تعتبر جزءا من القيم الجميلة التي لازالت تربط بين ابناء الريف ومكونا من مكونات أخلاق وتقاليد المنطقة ، وتتمة منطقية و معقولة للنداء الهادف ، وخطابا عمليا لصرخات اطفال الريف ليدوي صداها داخل روتردام ، المدينة الممتدة بين مياه البحر ومينائها الكبير. ممددة كأنها أسد جاثم يستريح بعد رحلة صيد مضنية. مدينة لا تنام ..تدب الحياة في أرجائها كلما اقتربت باخرة من بواخرها العملاقة نحو الميناء.. 
وقفت أمس مستعيدة كل نشاطها وكأنها تستقبل ضيفا عزيزا, عمت الحركة أطراف مسرح غراوندز وسرت الحياة في كل جوانبه . 
فروتردام ليست فقط الحاضنة لأكبر ميناء في العالم بل هي أيضا مدينة اللقاءات والمهرجانات .. فاحتضنت هذه المرة فعاليات متضامنة .. وآهات أطفال الريف الغائبة الحاضرة ..ولوحات فنية تحمل عبق التاريخ.. ورنين الحروف و الكلمات.. . وموسيقى الأصدقاء..
إنه بحق .. مساء “دعم الريف”. 

هي خطوة جميلة هادفة تضامنية جادة وجديدة خطتها مجموعة من الفعاليات الامازيغية الريفية المقيمة بهولندا، أعلنت عن جمع التبرعات للحشد إلى تكوين مساعدات وشحنات مساعدة للاسر المتضررة ..عبر تنظيم حفل فني تضامني مع أسر و ضحايا الهزات الأرضية في الريف شمال المغرب.. الذي عاش و لازال يعيش منذ أشهر على وقع هزات أرضية متتالية..بل وحلت توابعها على المنطقة كلها. 
شارك في هذه الحملة التضامنية العديد من الفنانين من هولندا وبلجيكا؛ ومجموعة من الفعاليات الاخرى.. 
مكان الحفل، مسرح / منصة “غروندز” الذي فتح ابوابه للريف ، ووفق بلاغ القائمين على الحفل تم منحه مجانا ، وستخصص كل المداخيل لأسر معوزة بمنطقة الريف، المتضررة من الهزات الارضية الاخيرة .
كان المساء بحق .. مساء “دعم الريف”.! 
صدق من قال أن في روتردام تتوالى المهرجانات… ولا تتشابه. 
ومهرجان”“دعم الريف” لا يشبه كل المهرجانات.