بقلم: الشرادي محمد – بروكسيل-

 

يقول الله سبحانه و تعالى:* كل من عليها فان،و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام،صدق الله العظيم.

 

وجه من وجوه مدينة الرباط،إزداد و تربى و ترعرع فيها يودعنا في صمت بعد حياة سخرها كلها في حب الخير للجميع،إنه الصديق و الجار عبد المجيد بورحيم،الذي كان عفيف اللسان،ذَا حياء،أحبه الصغير و الكبير في حيه و في العاصمة الرباط،و لم يذكر إلا بخير( فأنتم شهداء الله في أرضه ).

 

جاري العزيز رحمك الله،ودعتنا و أتذكر لقائي الأخير بك بالرباط بداية شهر يناير من هذه السنة،تركت أحبابك و أقاربك و أصدقائك في ذهول حائر…

 

فقيدنا العزيز السي عبد المجيد بورحيم،ماذا عسايا أقول عنك أيها الصديق الجار،و الحزن يقهر النفس و يلجمها..،الكلمات تتضاءل أمام جلل المصاب،جلل رحيلك عنا أيها الفقيد العزيز،…و مهما إنتقيت من كلمات فإنني لن أوفيك أيها الفقيد حقك.

 

قضى الله أمره و لا إعتراض،و فاضت الروح إلى بارئها و أنت في ريعان شبابك،لكن من حقي أن أرثيك اليوم و قد عرفت فيك حبك للناس و الوقوف معهم جميعا على قرب.

 

فقيدنا العزيز،أعلم أنك قد إسترحت الأن من معاناة آلام المرض الذي قاومته بإرادة قوية،إرادة المؤمن بالله و بقدره،قاومته بمعنويات مرتفعة و لم تكن تريد أن تترك أصدقاءك و لو للحظة واحدة،و اليوم أبدلك الله صحبة خيرا منا…

 

سامحنا أيها المخلص الوفي،فقد قصرنا معك كثيرا…

 

وداعا أخي عبد المجيد بورحيم،وداعا أيها القلب الذي لم يكن يحمل سوى الحب و الخير لكل الناس..،ستبقى في قلوبنا و في ضمائرنا و في ذكرياتنا إلى الأبد..

 

اللهم إن فقيدنا قد أتاك مرضيا عنه من أهله فارض عنه بمنك و كرمك،اللهم إنه عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك،اللهم إن كان قد أتاك بزاد فأربه له و ضاعفه له،و إن قصر زاده فتجاوز رب و اعف عنه لأجل حبه لأهله و حبهم له.

 

اللهم اغفر له،و ارحمه،و عافه و اعف عنه،و أكرم نزله،و وسع مدخله و اغسله بالماء و الثلج و البرد،و نقه من الخطايا،كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس،و أبدله دارا خيرا من داره،و أهلا خيرا من أهله،و أدخله الجنة مع الأبرار،و أعذه من عذاب القبر،و من عذاب النار.

 

بهاته المناسبة الأليمة أتقدم بأخلص مشاعر العزاء و المواساة القلبية لكافة أفراد الأسرة الكريمة للفقيد الراحل،راجيا من العلي القدير أن يرزقهم الصبر و السلوان،و أن يؤجرهم في مصيبتهم.

 

بِسْم الله الرحمان الرحيم،كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون أجوركم يوم القيامة،فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز،و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور،صدق الله العظيم.

صديقك و جارك : الشرادي محمد من بلجيكا.

 

 

c

 

a

d

vv