أكدت دراسة حديثة أعدتها جامعة لوفان الكاثوليكية البلجيكية، أن الأغنياء قد يعيشون لمدة14 عاماً أكثر من الفقراء، مشيرة إلى أن عدة عوامل مثل مستوى الدخل ونوعية الحياة تلعب دوراً في هذا الموضوع

وقد اعتمدت الدراسة على معاينة البيئة الاجتماعية والتأهيل العلمي وطبيعة المسكن ومستوى الدخل لشريحة واسعة من الأفراد في الفترة الممتدة ما بين2002 و2006

وقال البروفسور ثيري إيغيريكس، المشرف على الدراسة، أن هذا الفرق مرشح للاتساع في المستقبل، “بعد الأزمة المالية التي عصفت باوروبا عام2008، اتسعت الهوة بين الأغنياء والفقراء، حيث قامت الحكومات بإتخاذ إجراءات تحد من المساعدات الاجتماعية، مما يؤدي إلى زيادة عدد المهمشين اجتماعياً وتدهور نوعية حياتهم”، حسب كلامه

واعتمدت الدراسة، التي شملت كافة المناطق البلجيكية، على ربط معطيات مختلفة تتعلق بعدد السكان ونسبة العاطلين عن العمل منهم، “يعيش العاملون الذين حصلوا على وظائف ثابتة فترة أطول من نظرائهم العاطلين عن العمل أو أصحاب الأعمال غير المستقرة”، حسب النص

وخلصت الدراسة إلى إستنتاج اعتبره العلماء مفاجئاً، إذ أن الفرق في طول العمر بين العاملين وغير العاملين يفوق الفرق المسجل بين يحملون شهادات عليا ومن لم يحصلوا على تأهيل مهني أو علمي كاف، وذلك بصرف النظر عن اختلاف طبيعة المهنة

وأعطت الدراسة عدة أمثلة، منها مقارنة بين رجلين يبلغان من العمر 45عاماً، أحدهما عاطل عن العمل، والآخر يتمتع بوظيفة ثابتة، “أمام الأول 29.4 عاماً إضافيا ليعيش، بينما يمكن للثاني أن يعيش فترة أطول تصل إلى32.3 عاماً”، كما جاء في الدراسة

ودقت الدراسة ناقوس الخطر، إذ أكدت أن تزايد عمر الفرد قد شهد تباطؤاً تدريجياً خلال الفترات الماضية، بينما شهدت بداية القرن العشرين إرتفاعاً حاداً حيث  قفز من48 إلى79 عاماً بشكل عام.

لكن الملاحظ، حسب البروفسور إيغيريكس، أنه رغم تباطؤ إزدياد عمر الفرد، لا يزال هناك فروق واسعة بين الأغنياء والفقراء، طبعاً لصالح الفريق الأول

وأقر معدو الدراسة بصحة ما كان يعتقده العلماء منذ وقت طويل، وهو أن معدلات أعمار الأفراد لا يمكنها الاستمرار بالارتفاع، ولا بد أن تصطدم يوماً بعوائق ما

وطالبت الدراسة الحكومات بإنتهاج سياسات تحد من التهميش الاجتماعي من أجل ردم الهوة بين أفق حياة الفقراء والأغنياء

إلى ذلك، رأى فريق آخر من العلماء أن الوقت لا يزال مبكراً للحكم على إنحسار أفق حياة الفرد، فالأمر يحتاج للمزيد من الدراسة وإدخال عوامل أخرى تتعلق بالصحة، وعوامل علمية أخرى ترتبط بشكل أو بآخر بالبيئة الاجتماعية المحيطة بالأفراد.