زمان قبل سنوات طويلة كنت أحب مشاهدة برامج اكتشاف المواهب، كنت مراهقة وكان كل شئ جميل حينها، لا حروب لا كوارث و لا مخاوف، رغم تذمر والداي الا اني كنت من أشد المعجبين و المتتبعين لها.
اليوم و عن طريق الصدفة و أنا أغير القنوات بعشوائية شاهدت نهائيات برنامج من هذا القبيل و كانت الرابحة محجبة! ياةالله ما هذا؟؟ في خضم كل ما نحن فيه من بؤس و صراع و حروب و استرخاص للإنسانية و ضياع لهويتنا و ديننا ،يتم إيصال محجبة للنهائيات في مسابقة للغناء و الأغرب من كل هذا فوزها، لتسلط عليها الأضواء أكثر فأكثر كضربة قاضية توجه لقيم إسلامنا و شريعتنا، و كمجاهرة بالإسائة للحجاب و المرأة المسلمة التي يعد صوتها عورة ليس استخفافا و لا تقزيما لها و لدورها بل حماية لها. فالمرأة المسلمة كانت على مر التاريخ معلمة للرجال و لعل خير دليل السيدة عائشة أم المومنين رضي الله عنها، كيف كان لها دور مهم في حفظ السنة النبوية الشريفة.
لا أعرف لما خطر ببالي حدث مشابه لمتحول جنسي نمساوي فاز في برنامج موسيقي كبير لأوروبا اوروفيزيون، و كانت تبدو فتاة متبرجة في كامل أنوثتها و بلحية، المنظر المستفز و الشاذ الذي لا ينسى، و الذي أرادوا بفوزه (ها) زعزعت القيم و إيصال رسائلهم الخبيثة… فجاء فوز الأردنية المحجبة ليعيد السيناريو. و لنفهم حقا أن المراد من تلك البرامج أهداف أعمق و أكبر مما تدعيه.
فبات جليا للأعمى المؤامرة ،واستقصاد هدم كل ما يمت للعفة و الفضيلة  بصلة. فإلى متى سنكتفي بالتصفيق و المشاهدة ونبقى مشغي البصيرة و الأبصار؟
حالنا أصبح كفريق ضائع يتخبط، ترك شباكه خالية لا تعرف غير إستقبال أهداف الخصم المميتة.
فيا مسلمي العالم أحذروا فإن الأسلام يريدونه أن ينتهي غريبا والكل في زماننا هذا ينفي معالمه. حافظوا عليه و تمسكوا بدين الحق و كونوا أحسن قدوة له، اللهم أهدنا ووأعفو عنا و أغفر لنا و أرحمنا.