بعد خطاب العاهل المغربي محمد السالدس بخصوص الاحتفال بالمسيرة الخضراء والتي صادفت مرور 40 سنة على استرجاع الصحراء من الاسبان  سنة 1975 , خرج وزير الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار  بتصريح عبر وسائل الاعلام المغربية  جاء فيه أن مبعوث الامم المتحدة السيد كرستوف  روس ممنوع من زيارة الاقاليم الصحراوية ابتداءا من هذا التصريح , لكنه مسموح له بزيارة المسؤولين بالرباط  عاصمة المغرب فقط .

تأتي هذه الخطوة بعدما كان روس يزور الاقاليم الصحراوية ويجتمع مع بعض الانفصاليين ويأخد شهاداتهم وهو الامر الذي لم يعد يقبله المغرب , لآن الجانب الاخر والمتمثل في جبهة البوليزاريو لا تستجيب بتاتا الى مطالب الرأي العام الدولي والمتمثلة  في اٍحصاء ساكنة مخيمات تندوف , والذين هم محتجزين بطريقة غير مشروعة , ويتم تقديمهم الى العالم كشعب مضطهد ومحروم من أرضه وثرواته .

جدير بالذكر أن مهمة كرستوف روس مبعوث الامم المتحدة  هي تهيئ  جو المفاوضات بين الجانبين ونقل المقترحات وشرحها للجانب الاخر , وليس معاينة الاوضاع وجمع آراء المواطنيين .

كما قلنا في مقال سابق فالمغرب يعتمد على التنمية لاحتواء الموقف الشاذ منذ استرجاع الصحراء المغربية من الاسبان , ومؤخرا  تم توسيع الموضوع اعلاميا وثقافيا وسياسيا وبدأت تظهر في الافق محاضرات وندوات سياسية للتعريف بالمرحلة التاريخية التي نشأت فيها جبهة البوليزاريو من طرف مجموعة من الشباب  المناضل الصحراوي المغربي وذالك نتيجة أخصاء ارتكبتها الاحزاب والنطام آنذاك .

وهي سياسة شجاعة تنم عن وعي ومسؤولية تاريخية تفضي الى المصالحة  السياسية مع كل ما وقع في الماضي .

يظهر جليا ان المغرب يريد أن يرفع سقف مستوى التعامل مع مشكل الصحراء , ومع مبعوث الامم المتحدة على مستوى الزيارات التي يقوم بها , والتي هي جمع المقترحات من الجانبين .

كما يظهر أيضا , أن المغرب يريد تحرير ساكنة تندوف من الحصار الذي يعانون منه بقوة وبشدة وبحراسة محكمة . وعلاوة على الخطاب السياسي الذي يستعمله المغرب , هناك نهضة قائمة في الاقاليم الجنوبية المغربية  والتي هي تحفيزية بدون شك على استقطاب عدد كبير من سكان المناطق المجاورة .

اشكالية ما وراء الستار في الحقيقة هي ما يسمى بحقوق الانسان وحقوق استغلال الثروات وحقوق الاقليات, والتي تنادي بها جبهة البوليزاريو والجزائر  , واللتان تحاولان بكل ما أوتيتا  من قوة وحيل ومال ومكر وتحايل على منظمات المجتمع الدولي العالمية و الراعية لحقوق الانسان ,عسى أن تهتم بهذا الجانب حيث تناشدا – الجبهة والجزائر –   كل مرة جمعية الامم المتحدة  الى التطرق الى هذا الموضوع  من داخل المغرب – خاصة في الاقاليم الصحراوية , اٍلا أن المغرب ثار في وجه هذه الادعاءات متقدما باقتراحات مضادة , كالتحري فيما يخص سكان القبايل في الجزائروحمايتهم من السلطات الجزائرية وتمتيعهم بحقوقهم كاملة من دون تملص حسب  ما قالته البعثة المغربية في بحر الاسبوع الفارط بمقر جمعية الامم المتحدة  , ثم عملية اٍحصاء سكان تندوف والتي لا تقبلها الجبهة ولا الجزائر بحكم المساعدات المادية التي يتلقونها من الهيئات المختصة .والتي كثر القيل والقال عنها حيث يتم اختلاسها قبل ان تصل الى مخيمات تندوف .

أذن , نحن الان وصلنا الى مرحلة تبادل الاتهامات من الجانبين في مجال حقوق الانسان في مناطق معينة , الايام وحدها هي التي سوف تظهر من هو على صواب ومن هو بعيد عنه .

محمد بونوار من الرباط