يستعد المغرب أن يحتفل بعيد المسيرة الخضراء  الذي يصادف يوم 6 نونبر من كل سنة , وهو الامر الذي دأب عليه  منذ استرجاع الصحراء من يد الاستعمار الاسباني بفضل مسيرة سلمية كان قوامها 350 الف مغربي في سنة 1975, في عهد الراحل الحسن الثاني رحمه الله  .

يأتي هذا الاحتفال بعين المكان أي الصحراء المغربية المسترجعة كتحد لما عرفه ملف الصحراء مؤخرا , و الذي تحاول جبهة البوليزاريو بتقديمه الى الدول الاروبية ,  خاصة بعدما يأست الجبهة من اعتراف بعض الدول الافريقية ودول من أمريكا اللاتينية والتي لا تغني ولا تسمن من جوع .

ويحاول المغرب أن يجاهد  ما آلت اليه جمعية الاتحاد الافريقي من تشتت حول ملف الصحراء , وذالك بالتقرب الى دول عدم الانحياز والذي تتزعمه الهند , وهو الشيئ الذي يبرر  زيارة العاهل المغربي مؤخرا الى هذه الاخيرة  .

 

ملف الصحراء وصل الى 40 سنة من المداولات , ولم  تلو  فيه الجبهة على شيئ يذكر , ما عدا الاعتراف من طرف بعض الدول التي ليس لها  وزن سياسي على الصعيد الدولي . هذه النقطة هي التي دفعت الجبهة الى محاولة رفع القضية على أنظار بعض الدول  الاروبية , وكانت البداية من السويد  والنرويج , لكن حنكة الدبلوماسية المغربية كانت بالمرصاد , وأفشلت الخطة والتخطيط .

لا أحد ينفي بأن الجزائر لها اليد الطويلة في القضية , والتي تتابع عن كثب الملف  بشكل مباشر كلما كان اجتماعا ترعاه الامم المتحدة , أو منظمة حقوق الانسان , أو منظمة الهلال الاحمر الدولي , علاوة على الاتصالات بالجمعيات ذات الصيت الدولي والتي باٍمكانها أن تدفع بالقضية الى الامام و تعرضها  على الرأي العام  الدولي من منظور الحرية والتحرر وحق التعبير وحق الاستقلال .

هذا في الوقت الذي يعيش في مخيمات تندوف حوالي 600 الف صحراوي من أصل مغربي محتجز بطريقة غير قانونية بهدف  تقديمهم الى العالم والرأي العام الدولي كشعب محروم من أرضه وثراوته .

يتساهل المغرب بشكل كبير مع  أعضاء الجبهة ويسمح لهم  بالدخول الى المغرب أنى شاءوا بجوازات اٍسبانية , كما يتغاضى عن المتعاطفين مع الجبهة الذين يعيشون بالمغرب و الذين يتوجهون الى مخيمات   تندوف بين الحين والاخر لحضور اجتماعات سياسية . اٍلا أن المسؤولين المغاربة يردون على هذه التحركات بطرق ذكية وذات بعد طويل , حيث تبقى التنمية التي تشهدها الاقاليم االصحراوية المغربية  هي السلاح الكبير الذي يسكت  جميع فصاءل الجبهة التي تؤيد الانفصال , والتي تحرج مطالبهم  المتمثلة في الاستقلال الذاتي , وهو الاقتراح الذي ما فتئ المغرب يطرحه ويتبناه كبديل أمام الرأي الدولي , والذي يحظى بقبول كبير , واستحسان  منطقي .

 

الاستعدادات اٍذن جارية على قدم وساق في مدينة العيون المغربية والتي هي عاصمة الاقاليم الصحراوية لاستقبال العاهل المغربي في فترة يمكن اعتبارها مريحة للمغرب وغير مريحة للجانب الاخر .

جدير بالذكر أن مكان الاحتفال تم اختياره عمدا لآنه قطب الاقاليم الصحراواية ومرتع للمنشقيين والفصاءل المتعاطفة مع جبهة البوليزاريو  في نفس الوقت , والتي هي – أي الفصائل – عبارة عن خلايا نائمة تتحرك كلما كانت الظروف ملائمة لعرقلة الحياة العامة بشكل ممنهج  وبتعليمات الجبهة .

 

بدون شك و كما جرت العادة سوف يلقي العاهل المغربي محمد السادس خطابا خاصا باستراجاع  الاقاليم الصحراوية من اٍسبانيا والذي يصادف مرور 40 سنة على العودة الى حضيرة الوطن – المغرب –  وهي خطة ذكية  لاحتواء الملف وطنيا وقاريا ودوليا .

محمد بونوار