أفاد تقرير صدر، عن مكتب المدعي العام باسبانيا، أرقاما رسمية بخصوص عدد القاصرين المغاربة غير المرفوقين بذويهم، والموجودين بمراكز إيواء القصر بمختلف المدن الإسبانية إلى حدود نهاية عام 2014، إذ إنه من بين مجموع 3419 قاصرا نجد 1805 قاصر مغربي، متبوعين بالسوريين بـ818 قاصرا، والجزائريين بـ159 قاصرا.

فحسب التقرير، يشكل القاصرين المغاربة أغلبية القاصرين الاجانب الموجودين داخل مراكز لايواء القاصرين فوق التراب الاسباني. و يتمركز أغلب القاصرين بمنطقة كاتلونيا, أندلسيا, جزر الكناري ثم منطقة مدريد و ينحدر أغلب الأطفال المتواجدين بإسبانيا من منطقتي طنجة و الدارالبيضاء.

في السياق نفسه، أشارت المعطيات نفسها إلى أن عدد القاصرين غير المرفوقين، الذين وصلوا إلى السواحل الإسبانية على متن “باطيرات” أو قوارب أخرى عام 2014، ينحدرون من المغرب والجزائر، إذ بلغ عددهم حوالي 223 قاصرا، أي بمعدل ارتفاع قدره 40.25 في المائة، مقارنة مع عام 2012، التي سجلت وصول 275 قاصرا؛ كما أن 200 منهم ذكور، بينما بلغ عدد الإناث 23 قاصرة.

بالنسبة لمساطر إيداع القاصرين في مراكز الايواء, فهي في الغالب تتم طبقا لتعليمات مصالح القضاء و الحرس المدني و الشرطة و لا يغادر الأطفال هذه المراكز إلا بعودتهم أو ترحيلهم إلى المغرب, أو بانتقالهم إلى مراكز أخرى أو بهروبهم منها.

في هذا الصدد، تتحدث بعض المنظمات غير الحكومية والجمعيات الحقوقية عن أن العدد الحقيقي للقاصرين المغاربة أكبر بكثير من أن ينحصر في 2000 قاصر، لأن أغلبهم، والذين يلجون إلى الداخل الإسباني، أو إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، يرفضون الالتحاق بمراكز إيواء القصر، مفضلين العيش في الشوارع والموانئ والمحطات الطرقية، مما يعرضهم للاستغلال الجنسي والاعتداءات الجسدية، كما ينقطعون عن الدراسة. لهذا، يكون الكثير منهم “مرشح” للالتحاق بصفوف المنحرفين والمجرمين.

ويذكر أن أغلب القاصرين المغاربة الموجودين، سواء في مراكز الايواء في إسبانيا، أو التائهين بين شوارع ودروب هذا البلد، ينحدرون من مدن الشمال المغربي، خصوصا طنجة، وتطوان، وشفشاون، والعرائش، والفنيدق، والقصر الكبير، وسوق الأربعاء، والناظور، بينما الذين ينحدرون من المدن الداخلية يكونون، في الغالب، غادروا البيت الأسري قبل “الحريك” إلى إسبانيا على متن قوارب الموت أو في محركات السفن أوالشاحنات الكبيرة.