شهد مقر القنصلية العامة للمملكة المغربية ببروكسيل تعرض شرطي يشتغل بمصلحة بطاقة التعريف الوطنية لإعتداء شنيع أثناء مزاولته لعمله مصحوبا بإستعمال العنف و الضرب و الإيذاء العمدي و الإهانة بسبه و شتمه،بطل الفضيحة شخص متهور إستعرض عضلاته على الموظفين بذات القنصلية موجها لهم كل أنواع السب البذيئ و القذف،هذا المتغطرس لم يستوعب بأن هذا الشرطي يظل قبل كل شيئ إنسانا قد يصيب و قد يخطئ،إذ يجب أن يعامل معاملة جديرة بالإحترام و إن أخطأ فحينها يتصل بالسيد القنصل أو من ينوب عنه،نحن هنا لسنا في دفاع عن الشرطي  الذي ينتمي إلى جهاز نعتز و نفتخر بالتضحيات الجسيمة التي يقدمها للوطن و المواطنين و نحن على بعد أيام قليلة من الإحتفال بالذكرى  التاسعة و الخمسين لتأسيسه على يد محرر المغرب الملك الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه،أو موظفي القنصلية الذين يؤدون مهامهم بتفاني و إخلاص رغم تواجد بعض الجراثيم الخبيثة بذات القنصلية التي لا تساير و للأسف التوجيهات الملكية السامية،و لكن ندافع عن ضرورة أن تكون للإدارة و موظفيها هيبتها و إحترامها،لأن هؤلاء أصبحوا بحاجة إلى من يحفظ أمنهم و أمانهم بعد إستفحال ظاهرة الإعتداء عليهم بشتى الطرق.
نعلم علم اليقين أن العلاقة المتوترة بين بعض المواطنين من أفراد جاليتنا و القنصليات تعود تفاصيلها إلى سنوات خلت حيث كان ينظر إليها كسلطة قامعة و إستبدادية و إكراهية،و كان الموظفون بالقنصليات و رجال الأمن يشكلون عنوانا صارخا للظلم و الزجر مما تسبب في سوء الفهم الكبير بين المواطن و موظفي القنصليات و رجل الأمن،لكن مع بداية العهد الجديد و تدفق الكثير من الماء تحت الجسر،و مع التطور الحقوقي ببلادنا بدأ المغاربة يكتشفون و يحسون بجسامة المهام التي يقوم بها الموظفين و رجال الأمن في خدمة قضايا و مشاكل المواطنين.
الإعتداء الأخير الذي تعرض له الشرطي بمقر القنصلية العامة للمملكة المغربية ببروكسيل يحتم على السيد القنصل العام أن يراجع أوراقه و حساباته قبل فوات الأوان، خاصة و أننا مقبلون على عملية العبور التي تشهد توافد أعداد كثيرة من أفراد جاليتنا على مقر القنصلية،و ذلك بتوفير الحماية و الأمن للموظفين لتأدية مهامهم في أحسن الظروف،و توفير الظروف  الملائمة للجالية القاصدة لمقر القنصلية في فصل الصيف التي تعاني فيه من الحرارة المفرطة داخل باحة الإنتظار حيث سجلنا السنة الماضية بأن المواطنين أبدوا تذمرهم من عدم تشغيل المكيفات الهوائية و أصبحوا كأنهم داخل حمام العكاري بالرباط مبللين بالعرق.
الشرادي محمد/بروكسيل