دعا رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي إلى عقد قمة استثنائية للمجلس الأوروبي لتباحث ملف الهجرة بعد كارثة غرق القارب الذي أودى بحياة أكثر من 700 مهاجر عرض البحر. من أجل تدارس الخطوات المزمع اتخادها للتخفيف من وقع الأزمة الإنسانية. وأكد رينزي في مؤتمر صحفي بقصر كيجي”على أن المجتمع الدولي لم يكن لديه رؤية واستراتيجية واضحة لليبيا بعد سقوط القذافي. سنطلب من المجلس الأوروبي معالجة هذه المسألة بجدية أكبر””. وفي نفس السياق، جدد رينزي الضغط على أوروبا، التي وجه لها انتقادات قوية، وطالب الاتحاد الأوروبي بكسر الجمود  لمنع تكرار حوادث غرق المهاجرين في مياه البحر المتوسط.

أما بخصوص فرضية التدخل البري في ليبيا للتصدي لمهربي الهجرة الشرعية، فقد أكد رينزي في حديث له هذا الصباح  إلى محطة الراديو “رت ل” ” أن أي تدخل للقوات الدولية برا في هذه الأثناء في ليبيا هي مجازفة خطيرة على الإطلاق” في توضيح له لنوايا الحكومة قبل عقد قمة للاتحاد الأوروبي، التي لم يحدد تاريخها بعد. قال: ” لا يمكننا التفكير في إرسال عشرات الآلاف من الرجال دون استراتيجية، بدافع العاطفة. أستبعد إمكانية إرسال قوات برية، في هذا الوقت”.

وفي إشارة للمكالمة التي جرت بينه وبين  انجيلا ميركل أمس، قال رينزي:  “أعتقد أن المجلس الأوروبي سوف يتخذ موقفا موحدا ومشتركا، أنا مقتنع تماما”. كلمات تم تأكيدها أيضا من خلال الحوار الذي أجرته ريبوبليكا مع رئيس البرلمان الأوروبي شولتز، حيث قال: “ما قمنا به لم يكن كافي، يجب علينا تغيير الاستراتيجية..”

وترتب عن مأساة غرق قرابة 950  شخصا احتلال موضوع الهجرة مكانة أساسية في أجندة الاتحاد الأوروبي، حيث تسعى إيطاليا إلى  محاولة توحيد موقف موحد للدول الأوروبية تجاه هذه الظاهرة التي عادت بقوة خلال الأيام الأخيرة  نحو شواطئ إيطاليا، حيث تراهن على دور أكبر للاتحاد الأوروبي لمواجهة أزمة الهجرة الغير الشرعية في البحر الأبيض المتوسط..
وعكس المرات السابقة التي هيمن فيها الهاجس الأمني لمحاربة الهجرة، يبدو أن ما وقع مؤخرا من عدد هائل من الغرقى قد دفع بالأوروبيين الى التفكير في الجانب الإنساني أكثر بكثير من الجانب الأمني..
وهذا التفكير يعود الى وعي الاتحاد الأوروبي ودول جنوب أوروبا بأن الظاهرة ستتفاقم لسببين، الأول راجع لأسباب أمنية ناتجة عن أزمة ليبيا ومراقبة الحدود التي تشكل أكبرالتحديات التي تواجه ليبيا، حيث تنطلق قوارب الهجرة كل يوم، أما السبب الثاني فهو استمرار النزاعات في دول جنو البحر المتوسط ومنها النزاع السوري حيث ارتفع عدد المهاجرين من هذا البلد العربي نحو أوروبا .

.