خلال تواجدي بمدينة الناظور والذي صادف تخليد اليوم الوطني للمجتمع المدني الجمعة 13 مارس ، عشت واقعة مؤلمة للغاية لا تترجم فعلا الخطوات التي قطعتها وتقطعها بلادنا في إطار احترام كرامة المواطن وحقوقه والتقيد بالقانون ، وفصول هذه الواقعة تبدأ حينما يتوصل عنصر أمني يعمل ضمن أسرة الشرطة القضائية بالناظور ويدعى “زكرياء “، من أحد “البزناسة”بمكالمة هاتفية يطلب منه “الحضور بسرعة إلى مقهى فيكتوريا الكائنة وسط مدينة الناظور مرفوقا  بالمينوط ” للتدخل في خط خلاف وقع بينه وشخص آخر.
“البزناس “كان يتكلم مع رجل الأمن هذا، بصوت مرتفع حتى يسمعه الجميع ويعرف الجميع بأنه صاحب نفوذ وقوة ، تجعله يزج بمن يريد في السجون .
المشهد ألمني كثيرا ، ولم أكن أتوقع وصول رجل الأمن إلى صديقه “البزناس “، لأن القانون يمنع عنه ذلك أولا ، وثانيا أن تعليمات التحرك في اتجاه نقطة معينة تكون بتعليمات من النيابة العامة أو من رئيسه المباشر وليس لاعتبارات”الصداقة”مع هذا أو ذاك.
ورغم كل هذا ، وبسرعة جنونية ، حضر “زكرياء ” العنصر الأمني داخل الشرطة القضائية بالناظور إلى صديقه بالمقهى السالفة الذكر في تمام الساعة الخامسة و4 دقائق مساء، ليسجل حضوره وينفذ تعليمات “البزناس ” التي كان يسمعها كل من كان بجوار المقهى.
قلت لهذا العنصر الأمني ، من كلفك أنت بهذا الحضور السريع الذي لا يكون حتى في اللحظات الحرجة التي يقع فيها بعض المواطنين أحيانا؟هل لديك تعليمات من النيابة العامة حتى نساعدك في مهمتك ؟ وبدل من أن يعترف “زكرياء ” بالخطأ الفادح الذي ارتكبه بتدخله لفض خلاف بين شخصين أحدهما يعتبر صديقا له بدون وجود أي أساس قانوني لهذا الخلاف بين الطرفين ،بادر إلى نهج أسلوب السب والشتم في الملة والدين ، وإذا بالمواطنين يتجمهرون ، ثم يغادر المكان متجها صوب مصلحة الشرطة القضائية بالناظور التي يشتغل بها ، وسرت من وراءه إلى أن فاجأته بتواجدي بباب المصلحة لأبلغ مسؤوليه بهذا الشطط الذي أقدم عليه ، غير أنه أمر شرطيا بالزي الرسمي كان واقفا بباب المصلحة ، لمنعي من ولوج المصلحة ، وبذلك يكون هذا الشرطي قد منعني من حق مشروع ما فتئت المديرية العامة للأمن الوطني تلح عليه ، وهو استقبال كل من يريد تبليغ شكاية أو سلوك خارج القانون ،وبينما أنا واقف بباب المصلحة مصر على مقابلة مسؤوليه ، عاد ليوجه إلي كلاما نابيا وإلى الدين الذي آمنت به وهو الدين الإسلامي الحنيف ، وما صاحب ذلك من عنف لفظي وأسلوب غظ وغير لبق مهددا إياي بإلصاقي تهمة “إهانة موظف “..
ما قام به “زكرياء “الشرطة القضائية بالناظور ، أكيد أنه سلوك وتصرف انفرادي منحط ،لا يمكن أن يصدر عن مسؤوليه ولا عن المديرية العامة للأمن الوطني التي بذلت وتبذل قصارى جهودها لتحسين علاقة المؤسسة الأمنية بالمواطنين، والمبنية على الحكامة الأمنية وفي خدمة المواطن ، وبالتالي بادرت إلى توجيه شكاية في الموضوع إلى السيد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف تحت إشراف السيدة القاضية المكلفة بالتواصل داخل السفارة المغربية ببلجيكا من أجل متابعة المشتكى منه مما صدر عنه من أساليب السب والشتم في حقي وفي حق مقدساتنا الدينية وعن الشطط الذي استعمله حينما امتثل لتعليمات صديقه “البزناس ” ليساعده في خلاف مع شخص آخر من دون اللجوء إلى المساطر القانونية .
يكفي أن يتم إجراء بحث وإصدار أوامر لشركة اتصالات المغرب ، من أجل التأكد من اتصال هذا “البزناس” بالعنصر الأمني في رقمه الهاتفي للوقوف على خطورة العمل الجرمي الذي أقدم عليه هذا الرجل الأمني يا حسرة.
مثل هذا التصرف ، وهذا السلوك وهذه المغامرة التي أقدم عليها “زكرياء”الشرطة القضائية بالناظور ، يجب التعامل معها بجدية وصرامة ، لأنه يضرب في الصميم تلك المجهودات التي تبذل إن على صعيد المديرية العامة للأمن الوطني ، أو على صعيد جهاز مراقبة التراب الوطني الذي تصدى دائما وبحزم للعلاقات المشبوهة بين المشبوهين والبزناسة مع موظفي الأمن ،أو على صعيد المنطقة الأمنية بالناظور ، أو على صعيد المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية التي فتحت صفحة جديدة من العلاقات الجيدة مع مختلف الشرائح المجتمعية وكافة المواطنين .
وأملي كبير في السيد وزير العدل والحريات ، والسيد المدير العام للأمن الوطني وفي السيد الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالناظور ، في فتح تحقيق حول النازلة ورد الاعتبار لكل من تضرر بالتصرف الخارج عن القانون الذي أقدم عليه هذا العنصر الأمني الذي لا يشرف أسرة الأمن الوطني بالانتماء إليها لنوعية الكلام الساقط الذي استعمله ويستعمله مع المواطنين ومع الجمعويين في اليوم الوطني للمجتمع المدني.