بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وإحتفاء بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء المغربيات المهاجرات، نظمت القنصلية العامة المغربية بفيرونا بشراكة مع مؤسسات المدينة المعنية بالهجرة وجمعية الوسطاء الثقافيين “أرض الشعوب” لقاء ثقافيا تحث شعار”المرأة بين الصورالنمطية والواقع”” تجارب عن اندماج المرأة المغربية في تريفينيتو” شارك في هذا اللقاء       أنا ليزو، عضو مجلس المدينة بلجنة تكافؤ الفرص، ماريلندا سكاربا، مسؤولة عن الوحدة التنفيذية لتدفقات الهجرة بإقليم الفينيتو، وبحضور ثلة من الفاعلين في ميدان الهجرة النسائية وعدد من الباحثين والمفكرين، وجمعيات المجتمع المدني، والقطاعات الحكومية والمؤسسات المعنية. ويأتي هذا اللقاء الثقافي أيضا في إطارحرص القنصلية العامة المغربية بفيرونا على التواصل الدائم مع أبناء الجالية وتعزيز وتفعيل دورالتمثيليات في تسيير شؤون المهاجرين المغاربة التابعين لدائرتها الترابية.

افتتح اللقاء بكلمة القنصل العام المغربي بفيرونا أحمد الخضر، متوجها بالشكر الخالص لكل المشاركات والحاضرين أفرادا كانوا أم مؤسسات.  مؤكدا على أن “مواصلة تطوير الحداثة” هو حتما هذف المغرب لمواجهة تحديات الألفية الثالثة. هذا وقد استحضر “د. أحمد الخضر” الدور المهم الذي تلعبه المرأة المغربية المهاجرة باعتبارها موردا بشريا رياديا  في بلدان الإقامة ، قائلا:  “هن في نفس الوقت مغرببيات ومواطنات في بلد الإقامة” يبذلن كل يوم تضحيات جسيمة، محققات نتائج ونجحات مهمة من خلال وصولهن لمراكز مهمة في المجتمع الإيطالي”.

فقد ساهمت المرأة المغربية في تحقيق الإندماج متجاوزة بذلك الصورة النمطية اللصيقة بها في الذهنية الأوروبية محافظة على هويتها الأصلية دون الإنصهار والذوبان في الأخر ” بالإضافة إلى “مساهمتهن عمليا وثقافيا في لعب دور تربوي في مجتمعات الإقامة،  للتعريف بالصورة الحقيقية للمواطن المغربي وفي المحافظة على هويته وكرامته”، باعتبارهن شريكا أساسيا في التنمية الاجتماعية، باحترامهن للتنوع وقبولهن بالاختلاف.  وأكد القنصل المغربي على أن “المجتمع المغربي بطبيعته مجتمع متسامح لأنه نتاج مزيج من الثقافات والعرقيات، منها العربية والأمازيغية و الصحراوية واليهودية والمسلمة، هذا التعدد يشكل نواة لقيم مشتركة ستساهم بالتأكيد في بناء عالم أفضل” معربا عن أمله في أن يلقى اللقاء صدى طيبا ” كبداية لدينامية مثمرة” للمساهمة في التنمية الإجتماعية والإقتصادية و نشرالثقافة المغربية في العالم”. وجاءت كلمت  رودريغرز دينها، كشهادة على دور المهاجرات في النهوض بالاقتصاد الوطني للبلد المستقبل قائلة: “نحن المهاجرات نشكل ثروة” وهذه الثروة تكمن في القدرة على المزج بين الثقافات، التي أعتبرها سمة وخاصية المرأة.

كانت الجلسة الأولى عبارة عن ندوة سيرتها سيلفيا فاتوري، عمدة سابقة بعمالة كامبوسامبيرو تحت عنوان” المرأة المغربية المهاجرة كعنصر مشجع للحواربين مختلف الجنسيات”. افتتحتها ممثلة القنصلية صباح حجاج،  حيث كانت مداخلتها عبارة عن أرقام وإحصائيات عن الحضور النسوي للمهاجرات والمغربيات في إيطاليا وفي الفينيتو قائلة: تعتبر الجالية المغربية النسوية الأولى على الصعيد الوطني وجهة تريفينيتو، من بين المهاجرين الأفارقة والغير المنتمين للإتحاد الأوروبي، موظحة كيف أن المرأة المغربية تساهم بشكل فعال في دينامية المجتمع الإيطالي، وفي الرقي بمكانتها وسعيها المتواصل لإعطاء صورة إيجابية عن المرأة المهاجرة.

في حين أن المستشارة في المجال الإجتماعي وتكافؤ الفرص بمدينة فيرونا د.أنا ليزو، فقد تطرقت في مداخلتها للصعوبات التي تواجهها المرأة بصفة عامة، وليس فقط المرأة المهاجرة في ظل أزمة اقتصادية تعصف بأوروبا. مشيدة بالدور الذي تلعبه المرأة المهاجرة في ترسيخ التماسك الإجتماعين قائلة:  “بحكم طبيعة عملي الذي سمح لي بإلتقاء المئات من النساء من بلدان عديدة، تمكنت من استيعاب و فهم حقيقة ماعبرعنه الرئيس ماتريلا، النساء فعلا هن تعبيرعن التماسك الإجتماعي والوسطاء الثقافيين ماهن إلا صورة على ذلك. واختتمت الجلسة بمداخلة ماريلندا سكاربا، رئيسة وحدة تدفقات الهجرة عن جهة الفينيتو، التي  أشارت في مداخلتها عن الصعوبات التي تواجهها المرأة المغربية وعن مساهمتها الشجاعة في تطوير ألية المجتمع.

تمحور موضوع الجلسة الثانية حول الشهادات التي أدلت بها كل من من صليحة مويد مقاولة مغربية، وعائشة لمعسري، وسيطة ثقافية في تريفيزو, وفاطنة الحمريت، فنانة تشكيلية بفنيزيا،  كنماذج النساء المغربيات الناجحات بالفينيتو، التي تعبر في مجملها عن صعوبات الإندماج في المجتمع الإيطالي، وأنه بفضل الإصرار على النجاح تمكن من تخطي كل العوائق لتحقيق ذواتهن.

أما الفلسطينية بسيمة عواد، رئيسة الجالية الفلسطينية ببادوفا ومديرة المركزالثقافي الفلسطيني، لقد دأبت الى أن “الإحتفال بالمرأة يجب أن يكون على مدار السنة، لا أن يقتصر فقط على 8 مارس”، عرفانا لها على التضحيات اليومية والإجحاف الذي تلاقيه من المجتمع قائلة ” المرأة للأسف لازالت تجلد وترجم وتعاقب، يجب تكثيف الجهود عن طريق تبسيط المساطر القانونية بالهجرة لإستقبال ومساعدة النساء اللواتي يعشن في وضعية صعبة جراء الحروب والإرهاب بالإضافة إلى العنف الأسري”.

واختتم اللقاء الثقافي بقراءات شعرية للكاتبة المغربية زينب سعيد و فابيانا سيمونتو، تلاها تكريم لمجموعة من الكفاءات النسائية المغربية والعربية والإيطالية.

رشيدة رزوق