الحملة التي تستهدف هذه الأيام القنصلية العامة المغربية ببرشلونة، كانت منتظرة ومتوقعة ، ولا أعتقد أن السيد القنصل العام لهذه القنصلية كان لا  ينتظر حدوث مثل هذا الرد الانفعالي لمجموعة من الأشخاص يعرفهم الرأي العام المغربي ببرشلونة وغيرها ، وهم يتلونون كما تتلون الحرباء ،لأنهم لا يجيدون السباحة في أجواء الإصلاح والبناء، تجدهم يحيكون المؤامرات ويطلقون الإشاعات وينسجون الاتهامات ، ويزرعون الشبهات ،لايكفون عن محاولات التعرض لنجاح الآخرين والتشكيك بتفوقهم.
 
ما أعرفه جيدا، ويعرفه المغاربة المقيمين ببرشلونة ، هو أن القنصل الحالي بالمدينة، قاد حملة إصلاحية مهمة ، ووضع حدا لمجموعة من الظواهر التي كان يستفيد منها بعض” المشوشين ” اليوم على عمل القنصلية ، ولا يريدون أن يعلموا بأن عهد السيبة والتسمسير جوار القنصلية انتهى وولى وأن المواطن أصبح يلج مصالح القنصلية مباشرة من دون وساطة أحد لقضاء أغراضه الإدارية.
 
هذا التغيير الإيجابي والتفاعل مباشرة مع المواطنين ، يبدو أنه أمر لم يتقبله الذين اعتادوا الصيد في الماء العكر، ولا حاجة للنبش في تاريخهم ولا سوابقهم التي لا تشرفهم في شيئ على كل حال.
 
أكيد ان لكل شيئ في مسيرة الحياة ضريبة ، ولكن من المؤسف حقا أن يدفع الناجحون ضريبة لنجاحهم ومسيرة العطاء المتواصل التي تصب في خدمة الصالح العام.
 
وأنا اتابع اليوم هذه المسرحية الهزيلة التي لم يتقن ممثليها أدوارهم جيدا للتأثير على مسيرة السيد القنصل العام المغربي ببرشلونة، تحضرني مقالة لمصطفى أمين يقول فيها، بأنه إذا قمت بعمل ناجح  وبدأ الناس يلقون عليك الطوب فاعلم انك وصلت بلاط المجد .
 
كما أتذكر يوم خرج الأسد يتشمس، فقام الفأر يستعرض أمامه ويناوشه ، فقال له الأسد :يا حتحوت يا كتكوت والله ما أريد أن أنجس فمي بدمك…وتحاول طيور الغرنق أن تشتبك مع الصقور فترفض الصقور ذلك ، وتحلق عاليا بعيدا في الفضاء لأن اشتباكها مع الطيور اعتراف ضمني بالندية والمساواة والصقور تأبى هذا الاعتراف.
المطالب التي يريد هؤلاء المشوشون تغليط المواطنين بها ، هي معظمها تكتسي صبغة مادية وهم يعلمون جيدا بأن هذه الأمور هي من اختصاص السلطات المركزية وليس القنصلية ، ولكن رغم ذلك فهم يتكلمون عنها ليس حبا في المواطنين ولكن لتغليطهم بمغالطات لا يمكن لنا السكوت عن فضحها ، لأنه ليس من حقنا ترك هؤلاء يخوضون ويلعبون ويرقصون على جراح الآخرين، ولا بد أن يعلم هؤلاء الفاشلين المتمسكين بكل أنواع الفساد ، أن السفينة تجري في عرض البحر رغم الرياح العاتية وأن المسيرة ستكمل طريقها رغم كل المعيقات.
 
أخيرا وأنا أحيي بحرارة المجهودات المثمرة التي قام ويقوم بها السيد القنصل العام المغربي ببرشلونة ومساعديه وموظفي القنصلية  في صمت وهدوء، أؤكد بأن الناجحين هم نجوم متلألئة وإن حجب رؤيتها الصباب  فإنه سيختفي وتعود النجوم للسطوع في كبد السماء .ولنا عودة إلى الموضوع.
محمد الشرادي