ما وقع مؤخرا بفرنسا بخصوص الهجوم المسلح على جريدة اٍبدو شارلي بولاية نورماندي والذي ذهب ضحيته 12 صحافي وصحافية , يمكن أن يجر المشاكل على الاجانب بالدول الاروبية خاصة المسلمين .
ليست هذه المرة الاولى التي ذهب ضحيتها اعلاميون من جراء المجازفة في نقد الديانة الاسلامية من خلال أفلام سينمائية , أو كاريكاتورات , أو كتب , أو غيرها من الوسائل التي تنتقد الديانة الاسلامية بطرق فكرية وأدبية وفنية واٍعلامية .
فوق الكرة الارضية تعيش شعوب وقباءل مختلفة الثقافات والعادات واللغات والديانات , وبحكم الضروف الاقتصادية والسياسية وقعت هجرات عديدة ومختلفة في أزمنة متفاوتة , وهو الامر الذي جعل هذه الثقافات والديانات والعادات تقترب من بعضها البعض بحكم العيش في نفس المكان .
حرية التعبير والديموقراطية تبقى هي الواجهة التي تسيطر على كل تجمع سكاني في اروبا , لكن هذه الحرية يجب تحديدها فيما يهم حرية الرأي , خاصة عند الحديث عن الديانات والعادات والتقاليد , كما هي محددة ومفصلة فيما يخص قطاع العمل مثلا .
فرغم حرية الرأي والديموقراطية هناك حدود لا يمكن تجاوزها بتاتا , فمثلا كل من يتجرأ على نكران – الهولكوست – أي محرقة اليهود , في كتاب أو مقال , أو فيلم , يتعرض للمحاكمة .
وفي دولة روسيا , يتعرض الصحافيون المناهضين للنظام الى القتل بطرق مختلفة .
في كل شركة أروبية لا يسمح لرب العمل بمراقبة الموظفين والعمال عن طريق كاميرات المراقبة المستمرة , كما لا يسمح باستغلال السلطة بالضغط الناعم على الموظفين ولو شفويا , علاوة على السرية التامة فيما يخص المعلومات الشخصية الخاصة بالموظفين مدى الحياة .
كما قلت , ليست المرة الاولى التي يتجرأ الاعلام الغربي باٍثارة المسائل التي تمس بالديانة الاسلامية من بعيد أو من قريب , سواء تعلق الامر باللباس – الحجاب – أو – الهندام – اٍطلاق اللحية , أو بالثقافة – أفلام وكتب وشعر وصور وكاريكاتورات .
مع كامل الاسف عند كل مرة يسقط في الفخ شباب من أصول مهاجرة , مسلمون طبعا , ينقصهم كثير من الوعي والسيطرة على العواطف الدينية , وهذا هو لب الموضوع في واقع الامر .
يذهب الاعلام الغربي بعيدا عن الصواب , ويبدأ في تفاصيل الاسلام , كديانة وايديلوجية , وسياسة , وفرق سنية وشيعية ,ومذاهب مختلفة, ويدخلون في مواضيع الشريعة والجهاد والحضارة و…
في نظري المتواضع , على الدول التي لها رعاياها في الخارج أن تقترح على الهيئات الدولية , كمنظمة الامم المتحدة ومنظمة اليونسكو ومنظمة الايسيسكو , أن تخرج الى الوجود ميثاق جديد يحترم الدينات بشكل صحيح وجدي وناجع .
ويجب الاعتراف بأن الحياة يمكن ان تستمر فوق الارض , كلما كان هناك احترام بين الشعوب .
محمد بونوار من المانيا