” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” صدق الله العظيم
بهذه الآية الكريمة استهلت رئيسة جمعية فاطمة ال
فهرية للتنمية والتعاون ذة.وفاء البقالي كلمتها في افتتاح الملتقى الدولي الأول للصحراء المغربية تحت شعار ” الوحدة الترابية ورهانات الوضع الأمني والتنموي بالمنطقة” الذي احتضنته إحدى قاعات فندق BARCELO بفاس، مشيرة الى نجاح السياسةِ المغربية التي يقودها عاهلُ البلاد جلالةُ الملكِ محمدٌ السادس نصره الله، وكيف تم إحداثُ مؤسساتٍ وهيئاتٍ تعبرُ تعبيرا حقيقيا على كسب رهانِ الديمقراطيةِ في مجالِ حقوق الإنسانِ ببلادنا، وانّ أعداء وحدتنا الترابية يصارعونَ الزمنَ بغية وضعِ متاريس العرقلةِ والجمودِ في ملفِ صحرائنا المغربيةِ، مؤكدة على ان الجهويةَ الموسعة التي تبناها المغربُ تعتبرُ حلا ناجعا بتأييدِ المنتظمِ الدولي للتعاملِ مع ملفِ الصحراءِ الحبيبةِ وبناءِ مغربٍ ديمقراطيٍ يُخرجُ البلادَ من معيقاتِ السياسيةِ المركزيةِ الى ايجابياتِ مغربِ اللامركزيةِ القائمةِ على الجهويةِ المتقدمةِ الذي ينبغي تفعيلها على ارضِ الواقعِ من خلالِ تمكينِ الصحراويينَ وكذلكَ باقي سكان المملكةِ من اجهزةٍ تمثيليةٍ ذاتٌ اختصاصاتٍ فعليةٍ وإمكانياتٍ ماليةٍ تسمحُ لها بتدبيرِ محلي وفعلي. وعلى ان الضمانَ الحقيقي للمقترحِ المغربي هو مؤسسةُ إمارةِ المؤمنينَ التي تنهجُ الاسلامَ الحقيقي السمحَ النابدِ للتطرفِ والارهاب.
كما تفضل الدكتور ميلود لوكيلي، أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق أكدال الرباط الى التطرق لموضوع كرونولوجية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ودراسة لأطراف النزاع أسابه وأصوله، بعد ذلك تم عرض شهادة حية حول الوضع الحقوقي بالمنطقة من طرف السيد أحمد مريشة ضابط مغربي متقاعد تم أسره لمدة 23 سنة بمخيمات تندوف، بعد ذلك عرج الملتقى نحو موضوع الجهوية الموسعة وأفاق الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية، موضوع تطرق اليه الدكتور الشاب والمتمكن أحمد مفيد، أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق فاس. كما تطرق احد الداترة الذين تتباها بهم العاصمة العلمية بكلية الحقوق، يتعلق الامر بالدكتور محمد بوزلافة الى موضوع توجهات دستور 2011 في مجال الحكامة الأمنية وانعكاساته الايجابية في الأقاليم الصحراوية. بعد ذلك مر الملتقى الدولي الذي سير اطواره الصحافي المتميز بالاذاعة والتلفزة الوطنية ذ.سعيد معواج الى فتح باب المناقشة الذي زينته تدخلات الضيوف الفرنسين وهيئات حقوقية من الدنمارك وانجلترا، والعيون والداخلة وكذا الإعلاميين والشباب المثقف الذي أبان عن وعي وحب لبلاده، وأخيرا وليس آخرا تفضل ذ.هشام طنيبو الكاتب العام لجمعية فاطمة الفهرية للتنمية والتعاون بتقديم البيان الختامي مرفق بالتوصيات، وتجدر الإشارة أن الملتقى حضي بتغطية إعلامية سمعية وبصرية ومكتوبة مهمة، توج في الأخير بإفطار نظمته السيدة وفاء البقالي على شرف الفعاليات المشاركة. 
الكلمة الختامية (بيان فاس)
يعتبر الملتقى الدولي الأول للصحراء المغربية المنظم تحت شعار: الوحدة الترابية ورهنات الوضع الأمني والتنموي بالمنطقة، محطة نوعية في اطار الديبلوماسية الموازية الداعمة لملف قضية الصحراء المغربية كإحدى الثوابت الأساسية التي يتحقق حولها الإجماع الوطني وأولى الأولويات التي ما فتئ المغرب يدافع عنها لاستكمال سيادته على مجموع أراضيه التاريخية، إذ يتعلق الأمر بقضية مصير كل المغاربة باختلاف أصولهم ودينهم وأينما تواجدوا عبر العالم، وهو إجماع غير قابل للنقاش أو المساومة، لدى وجب على المسؤولين إشراك جميع المؤسسات و الهيئات و المنظمات و المواطنين تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس اعزه الله في خطابه بتاريخ 11 اكتوبر2013 ” ذلك ان قضية الصحراء ليست فقط مسؤولية ملك البلاد، وإنما هي أيضا قضية الجميع، مؤسسات الدولة والبرلمان، والمجالس المنتخبة وكافة الفعاليات السياسية والنقابية والاقتصادية وهيئات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام وجميع المواطنين”. 
ونحن اليوم كهيئة جمعوية بمعية ضيوفنا الأجانب الداعمين لملفنا الوطني وكفاعلين سياسين، منتخبين، أكاديميين، إعلاميين ومجتمعيين، لا نبتغي التباهي بالنجاح الديمقراطي الذي عرفه المغرب، ولا التطرق لإيجابيات مشروع الحكم الذاتي ولا حتى الإشارة للدور ألطلائعي لمملكتنا في منطقة الشمال الإفريقي أو مع دول الساحل والصحراء، لكننا نبتغي تحذير العالم من جمهورية وهمية مسنودة بنظام يسعى لإخلال آمن المنطقة في سبيل حصوله على موقع إستراتيجي يطل على المحيط الأطلسي لابتزاز دول نامية وديمقراطية، وإن المتمعن في التقارير الأمنية والإقتصادية الخارجة من قلب دولة الجوار سيلاحظ حماقة في سوء تدبيره للبلاد وفي قمعه لكل أسس الحياة التي يرتجيها مواطنوه، لا مؤسسات تعليمية حسنة، لا مرافق عمومية، لا إدارات تخدم المواطنين، ولا قطاعات صحية مقبولة، فكيف يدافع هذا النظام عن المغاربة المختطفين في مخيمات تندوف؟!.
إن المغرب عبارة عن كتاب مفتوح أوراقه ناصعة البياض ذات خطوط تزين الطابع الروحي للإنسانية جمعاء، لذا نطالب من المجتمع الدولي أن يتمعن في كل الأحداث والتقارير القادمة من دول الساحل والصحراء حتى يعرف أن لا حل لمشكل الصحراء إلا الحل المغربي، وإننا كشعب واعي بكل المستجدات لن نظل صامتين على حماقة وتجاوزات أطراف النزاع، وسنطرق كل الأبواب، وإن عرفت قضيتنا الوطنية تحولات معقولة تبشر بالخير سنكون شاكرين لكل من دعم المخطط السلمي المغربي. وإن كان غير هذا، فالمغرب بموقعه الاستراتيجي وبجميع مكوناته سيحدد وجهات جديدة تدعم مشروعية مساره السلمي.
واستخلاصا لما تفضل به السادة الأساتذة المحاضرين وجميع الفعاليات المشاركة من ضيوف أجانب وسياسيين وهيئات جمعوية وإعلاميين من خلال تدخلاتهم القيمة، وهذا سرد لأهم التوصيات التي تمخضت عن الملتقى الدولي الأول للصحراء المغربية:
– دعم مشروع الجهوية الموسعة الذي سيتم الشروع فيه انطلاقا من الأقاليم الجنوبية، لأنه سيشدد الخناق على الانفصاليين، لما يوفره من صلاحيات واسعة للسكان الصحراويين في تدبير شؤونهم المحلية.
– ضرورة أن تكون هناك رؤية إستراتيجية للعمل الدبلوماسي الموازي قائمة على مقاربة تشاركية بين كل مكونات المجتمع من سلطات ومجتمع مدني وأحزاب للتصدي لخصوم وحدة المغرب الترابية والدفاع عن القضية الوطنية.
– مطالبة المنتظم الدولي، بتحمل مسؤولياته وإيفاد المفوضية السامية للاجئين من أجل القيام بإحصاء دقيق للمحتجزين والاستماع لرأيهم بخصوص العودة إلى أحضان وطنهم.
– خلق مرصد وطني يعنى بقضايا وحدتنا الترابية، يشكل فضاء انشغال النخبة السياسية ومختبرا لصنع واقتراح المبادرات الداعمة لقضية وحدتنا الترابية داخليا وخارجيا.
– القيام بأنشطة عملية تتركز على التكوين في المجالات الحقوقية والسياسية والتنموية وأن يكون هذا العمل متوازيا مع الدبلوماسية البرلمانية والحزبية، مع البحث عن تواجد نوعي ومكثف في المنتديات الدولية لمحاصرة خصوم الوحدة بالدليل والحجة.
– الدعوة إلى تنظيم قافلة وطنية تجوب كل الأقاليم الصحراوية ، تضم فعاليات المجتمع المدني والنخب السياسية، تنبثق عنها لجنة تناط بها مهمة رفع تطلعات وانتظارات ساكنة الأقاليم الجنوبية المغربية لهيئات المنتظم الدولي.
– أهمية توجيه ودعم الطلبة والباحثين نحو البحث في المجالات المرتبطة بالقضية الوطنية ومجالات التنمية المحلية بالأقاليم الجنوبية، وإعداد دراسات تاريخية وجغرافية حول «ملف الوحدة الترابية».