الكتابة عندي ليست لا هواية ولا مهنة  ولا رسالة.. قد تكون حاجة نفسية .. أم ربما أنني بين هذا كله أجمع .. لا أدري بالضبط ؟
كل ما أنا متأكد منه ان الكتابة عندي لا تحتاج إلى إعداد مسبق ، هي فقط تستجيب لانفعال ما يثير انفعالات ما … وأجدني أكتب.
في أحيان كثيرة قد يجد الكثير منا نفسه مضطرا للكتابة عن السعادة، الفرح، التفاؤل… وما الى ذلك من إطلالات و كلمات تفاؤلية ..  
وأجدني انا في أحيان كثيرة كذلك مضطرا للكتابة ،  لكن عن قضايا ليست مفرحة تماما ولا تدعو إلى التفاؤل  . فالفرح والسعادة والتفاؤل
كلها تبدوا ألفاظاً غريبة عنا ، كأنها مفردات من لغة نجهلها ، خاصة حين نكون نراقب تطورات بعض الأمور وانعكاساتها بشكل يومي على اوضاعنا ، حيث تتملكنا هواجس وتخوفات لما تحمله الأيام القادمة من مشكلات لم تكن محسوبة.
– مع فارق عمق التأثير..
هي تطورات تحمل تخوفات ما … وآخرها وليس آخرها -طبعا- تأثيرات بعض الإجراءات التي تتخذها الحكومة الهولندية وبمباركة – ولو غير مُصرح بها – من مثيلتها المغربية والتي خلقت أزمة خانقة تضرب المتقاعدين من الجيل الأول من مغاربة العالم في الوقت الراهن ، بل أنها اصبحت تتخذ طابع الشمول في تأثيراتها على أوضاعهم الإقتصادية ، كغيرها -طبعا- من أوضاع بقية مغاربة العالم ، مع فارق عمق التأثير بين اوضاع كبيرة لديها هامش من الخيارات ، و صغيرة تعاني أصلاً من مشكلات كبيرة أقلها عجز موازناتها العامة ، كحال المتقاعدين من الجيل الأول. 
والعديد من هذه الإجراءات التي صدرت سواء عن جهات رسمية أوغير رسمية خلال الأيام القليلة الماضية و سواء من المغرب او من هولندا لا تنبئ بأيام مشرقة… أبدا.
– وهل تستوي الجراحات .. 
في حديث مع بعض أهلنا من المتقاعدين جمعنا ذات مساء ، سألني أحدهم ..”رْحَاجْ عْمَارْ” (هكذا نطق اسمه حين سألته ، وإن كان اسمه في الأوراق الرسمية ‘ عُمر= الحاج عُمر’) ، سألني وقد اعتلى وجهه الخوف والغضب معا  . “متى تنتهى موجة ‘ المآسي ‘ التي نعيشها فى كل وقت ، حتى صرنا فى حالة اضطراب وقلق مستمرين إذا نحن سرنا فوق هذه الأرض … في الشارع تملكنا هواجس العودة وهاجس آخر لا يقل رعبا وهو مصير أولادنا هنا بعدنا…وحتى حين نذهب في عطلة ما قاصدين أهلنا ، يتملكنا الفزع من أن لا نعود” .
تنهد الحاج ‘عْمار’ واستمر موضحًا . “وكأننا أناس كتب عليهم أن يعيشوا دائما على كف عفريت ، حياتهم  مرهونة بمزاج وقرارات ومصالح دولتين أكدت الأحداث والحقائق اليوم ان  قضايانا “كمهاجرين” هي آخر نقاط  تعرفه أجنداتهم . الحكومة الهولندية تسعى من جهتها إلى حرماننا من حقوقنا ، من الاستفادة من المساعدات ، مبررة ذلك أننا نحوز “