شيء جميل ان يوفر مجلسنا الموقر فائضا ماليا يعد بالملايير، في عز الازمة الاقتصادية العالمية. وان يتباهى به في تقارير حسابه الاداري. حيث أصبح مجلسنا الموقر يضرب به المثل في الفوائض على الصعيد الوطني. كما اصبح الرأي العام يضرب في مصداقية الصحافة التي عرت عن واقع مجلسنا اكثر من مناسبة. والسبب في ذلك هو ذاك الفائض المعجزة. لكن الاجمل من ذلك. لو سدد مجلسنا كل ديونه المتراكمة التي ستبقى ارثا ثقيلا على الخلف .والأجمل من ذلك كذلك لو سدد مجلسنا الموقر جزءا واحدا من بين الاجزاء المتنوعة من ديونه. ونأخذ كمثال للحصر. الثلاثة المليارات من السنتمات التي تدينها له الشركة الوطنية للكهرباء .حيث اصبح المواطنين مقبلين بين عيشة وضحاها بالاستعانة بشمعة متنقلة لتضيء طريقهم. لان الشركة الوطنية للكهرباء ستقوم بقطع التيار الكهربائي في كل شوارع وأزقة المدينة. وستصبح بذلك مدينتنا مدينة الظلام عوض مدينة النور التي اطلقت عليه من طرف الراحل محمد الخامس. وسترتفع بذلك اسعار الشموع وكل وسائل الانارة الخارجية. لأنه سيكون العرض اقل من الطلب. فبطبيعة الحال في هذه الحالة سيعرف الرأي العام حقيقة مجلسه الموقر وفائضة العملاق. وستسترجع الصحافة هيبتها ومصداقيتها .وستكون بذلك الواضحات من مفضحات مجلسنا الموقر . وأكيد انه سيقوم بعد ذلك بانجاز سيناريو وإخراج مسرحية جديدة كالمعتاد . كتغطية دافئة لفضيحته التي ستدخل التاريخ. وتحرر في كتاب كنيس. اما اذا اراد مجلسنا الموقر ان يفرج عن الساكنة كربتهم .وا إرجاع المياه الى مجاريها. ويوقع معهم صلح الظلام. بتسديده لفواتير الكهرباء. لتسترجع مدينتنا اسمها الحقيقي التي هي مدينة الانوار بدل مدينة الظلمات . فأكيد ان فائض مجلسنا الموقر سيحول اوتوماتيكيا الى عجز ثقيل . فلا يبقى امامه في هذه الحالة. إلا حل واحد وأوحد لكي لا يقع في الافلاس. هو الاعلان عن عرض بناية مجلسه الموقر في المزاد العلني. لتنتعش بذلك ميزانية مجلسنا. وسيتهافت عليها لا محالة اصحاب البطون المنتفخة من مستغلي الفرص وسماسرة العقار وستنتهي المسرحية، وسيسدل الستار الى ان يرث الله الارض ومن عليها