هوليود الشرق, أو هكذا يطلقون عليها , إما تأسياً أو تيمناً بمدينة الصليب المقدس(HOLLYWOOD) , وهل أريد بمصر مقام ومآل مدينة صناعة السينما بالولايات المتحدة الأمريكية ؟ , أم مجرد تسمية عشوائية لامغزى لها?  , والإنتقال من وصف إلى وصف له دلالات جرثومية أرادها أصحابها , فمن بعد قاهرة المعز التي خزلت أغراض التأسيس لمشيخة الأزهر وحولت قاهرة محمد على الألباني ماسونية الهوية إلى سُنية المذهب , لكن ثمة علة مع دعاة قبطية الدولة المصرية من القبول باللفظ إسقاطاُ على واقع قديم تحول إلى ماض لايكاد يُذكره مسلمي المحروسة , فقط هو يعيش في مخيلة أرثوذكس الموكوسة , فأطلقت جوقة توجو مزارحي ومروراً بجوقة جوزيف جاهين على القاهرة جملة بمحراب الفن , فعُرف عن القاهرة إحتضان الساقطين من كل شكل وصوب , إحتضنت الأرمن والإيطاليين واليونانيين واليهود , بل بالغت في فتح ذراعيها لتحتضن الإنجليز والفرنسيين كمحتل خفيف الظل طيب المعشر , وأخيراً قررت القاهره قطع ذراعيها لتحتضن عنوة وبغير إرادة حرارة الحبيب كل من أراد  العيش في كنف بقايا عسكر محمد على الألباني .
 
مدينة الألف مأذنة تحولت إلى عاصمة جهنم , فبدلاً من تحولها إلى محراب العلم والعلماء تحولت إلى بيروت القاهرية , تحتضن هيفاء وذكرى ونانسي وإليسا , فأصبحنا نُعير من كلاب العرب  بشارع الهرم  وبقاهرة الفن والفنانين وعُراة لبنان .  وسنام المغالاة وأخيراً إحتضنت القاهرة المحتل الوافد من زمن الألباني , والمعتقد في ذاته بأن مصر ملكاً له وإرث التاريخ وإرث محمد على , فتحول ميدان التحرير إلى ثكنة من ثكنات محمد على وحاشيته , ومن بعد حلم التحرر الذي إنطلق من ميدان التحرير , عاد مرة أخري ليصبح كتيبة محمد على الداخلية لمواجهة عبيد الموكوسة ومن راودتهم أنفسهم بحلم التحرر من شرنقة مماليك العصر .
 
والآن فقط أدركت العلة من مسميات إعتبرها البعض الميراث التاريخي والمستند الدال على الملكية , بورسعيد , بورتوفيق , بورفؤاد , الإسماعيلية , التوفيقية , المحمودية , المنصورة ,  ميدان عموانيل , كلوت بك , ميدان أوجيني , ميدان تريامف , ميدان سيمون بوليفار , وهكذا وثق الغزاة ملكيتهم لكل ماوقعت عليه أيديهم , الغريب والمدهش إطلاق مسميات لها قوامة أخلاقية على بعض الشوارع ولا أخلاق فيها , كشارع عمادالدين بالقاهرة إبان ترخبص الزنا وشارع خالد بن الوليد بالإسكندرية والشهير بعراة المصيفين .
 
بالمجمل لك أن تتسائل عن هوية القاهرة في ظل الإحتلال العسكري الذي جاء وبدأ  بولاية محمد على وأنتهى بنا إلى سلفه السيسي , فقط أستطيع القول بأنها عاصمة جهنم إلى أن تتحرر .