الصحراء المغربية المسترجعة كانت أرض مستعمرة من طرف الاسبان منذ عهد بعيد ,استرجعها المغرب منه في سنة 1975 من خلال مسيرة خضراء قوامها 350 ألف مغربي ومغربية ,اٍلا أن سكان هذه المنطقة المسترجعة  والذين هم مغاربة الاصل استحوذ على البعض منهم  شعور اٍنشاء دولة مستقلة بحكم عدة عوامل , لا نرى المناسبة للدخول في تفاصيلها .

في سنة 1976 , أسست مجموعة من أبناء هذه المنطقة ما يسمى بجبهة تحرير أطلق عليها اٍسم – البوليزاريو – وفي ظل الظروف السياسية التي كانت تعرفها المنطقة , خرجت الجبهة مع ثلة من التابعيين الى ما وراء الحدود لتستقر بأراض  جزائرية, أنشأت فوقها ما يسمى بمخيمات تندوف , وربما قد يكون هذا هو الخطأ السياسي الفادح الذي ارتكبته قيادة الجبهة كخيار سياسي بديل.

 

مؤسس جبهة البوليزاريو هو السيد محمد عبد العزيز ولد في 17 غشت من سنة 1948 بمدينة مراكش، تابع دراسته الثانوية بمدينة مراكش والجامعية في مدينة الرباط  عاصمة المغرب إلى حدود تاريخ شتمبر 1975 , والده مغربي أيضا ,لازال حي يرزق ويقطن بمدينة قصبة تادلة الواقعة قرب مدينة بني ملاال المحاذية لجبال الاطلس المتوسط .

 

في أكتوبرمن سنة 1976 عين محمد عبد العزيز رئيسا للجمهورية الصحراوية في مؤتمر جبهة البوليزاريو الخامس، وظل انتخابه يعاد المرة تلو المرة في هذا المنصب منذ ذلك التاريخ اٍلى يومنا هذا .

من أهم نقط القوة لجبهة البوليزاريو هي :اعتراف منظمة الوحدة الأفريقية في 12 نونبر من سنة  1985  بها كعضو رسمي ,على الرغم من أنها ليست دولة عضو في الأمم المتحدة أو الجامعة العربية ,مما دفع المغرب إلى الانسحاب من منظمة الوحدة الأفريقية الى يومنا هذا .

 

ومن سلبيات الجبهة أنها خرجت من حلبة الصراع لتستقر بأرض الجزائر, الراعي والممول والمحفز والمشجع على تحرير الصحراء المسترجعة , وذالك لغرض في نفس يعقوب .

النقطة السلبية الثانية والتي أدت الى اٍنشقاق عميق في الجبهة وهي سيطرة قبيلة الرقيبات على أهم المناصب والمهامات في قيادة  الجبهة , علاوة على غياب الانتخابات وهو ما يتنافى مع الشعار الذي تحمله وتحلم به الفئة المتعاطفة مع الجبهة.

النقطة الثالثة هو تولي عدد كبير من أفراد القيادة  الذين اغتنموا  فرصة العفو الكامل الذي أطلقه المرحوم  الملك الحسن الثاني – اٍن الوطن غفور رحيم – والتحقوا بأرض الوطن خلال 30 سنة الاخيرة , ولازال المغرب يستعمل هذا العفو كسلاح ذو حدين, و يجري به العمل الى يومنا هذا  , بل هناك أوراق استمارة العودة توزع بجل القنصليات والسفارات المغربية لكل من يرغب في الرجوع الى الوطن الاصلي – المغرب – لسكان المناطق الصحراوية المغربية الذين غرر بهم , أو تراجعوا عن فكرة جبهة البوليزاريو عن طواعية وطيب خاطر.  

النقطة الرابعة  , وهي اٍخفاق قادة الجبهة في اٍقناع هيئة المونريسيو الاممية بمراقبة وتطبيق حقوق الانسان في الصحراء المغربية .

النقطة الخامسة وهي تراجع الدول التي تعترف بالجبهة بشكل ملحوض , وهوما يدفع الى التخلي عن فكرة الاستقلال بصفة نهائية رويدا رويدا, خاصة مع طول الزمن الذي كان سببا في التراخي والاستسلام  الى أمر الواقع .

تعتبر الجزائر وأنغولا وكوريا الشمالية وروندا من الدول الاوائل التي اعترفت بجبهة البوليزاريو –  منذ سنة 1976 تاريخ تأسيس  الجبهة  – وقد ارتفع عدد  الدول المعترفة بالجبهة  ليصل ذروته في الثمانينات اٍلى ما يفوق ثمانين دولة , جلها من اٍفريقيا السوداء ودول الكاريبي وبعض الدول في أقصى أسيا ,وهي دول تنتمي الى العالم الثالث  بما فيها ألبانيا التي كانت آخر دولة في أروبا تعترف بالجمهورية الصحراوية المزعومة ,والتي سحبت اعترافها عام 2000, أما الدول العظمى فهي تتعامل مع الجبهة كطرف في النزاع  فقط ,لكن لا تقر الاعتراف بالجبهة على أساس أنها دولة كائنة , ومرد ذالك يعود بالاساس الى تواجد الجبهة فوق أراض تابعة لدولة أخرى , أو ربما على أراض متنازع عليها- منطقة تندوف الواقعة على الحدود بين المغرب والجزائر  .

خلال العقد الأخير سحبت أكثر من نصف هذه الدول اعترافها تجاوُبا مع التحركات التي تقوم بها الدبلوماسية المغربية من خلال دعم مقترح الحكم الذاتي الذي اعتبره مجلس الأمن “جِدِّيا وذا مصداقية , وهكذا أضحى عدد الدول المعترفة بـ”الجمهورية العربية الصحراوية”  الذي كان يتعدى الثمانين سنة1981 يتقلص يوم  بعد يوم  ليصل سقف  ثلاثين دولة .

 وفي هذا السياق تعتبر دولة الباراجواي هي الدولة الراهنة التي أقنعها المغرب بسحب الاعتراف من جبهة البوليزاريو في بداية سنة 2014 , ويعود الفضل  الى حزب الاصالة والمعاصرة الذي كلف وفد رسمي برئاسة اٍلياس العماري الناطق الرسمي باسم الحزب لزيارة الباراجواوي قبل متم سنة 2013 لشرح وجهة المغرب  فيما يخص قضية الصحراء المغربية والحكم الذاتي المزمع تطبيقه في غضون السنوات القادمة, وهو العمل الذي تكلل بالنجاح , وصرحت به وزارة خارجية  دولة باراجواي .

جدير بالذكر أن المغرب يتهيأ للتفاوض مع جبهة البوليزاريو خلال هذا الشهر الجاري بسرية تامة , وبعلم هيئة الامم المتحدة التي تحاول جاهدة على اٍيجاد حل يرضي الطرفيين