ظاهرة اختلاف آذان الفجر ويوم العيد ويوم الصيام بدولة المانيا أمر شائع منذ زمن بعيد يتراوح عدد المسلمين بدولة المانيا ما بين 2 و3 ملايين مسلم , وهم من جنسيات مختلفة , وتعد الجالية التركية في المقدمة بحكم عددها الكبير في المانيا , وهناك جاليات عربيات وغير عربيات من المشرق وشمال افريقيا وآسيا واروبا الشرقية تعتنق الاسلام كديانة .

بالنسبة للاتراك الذين يتواجدون فوق التراب الالماني فهم يصومون رمضان حسب جدول زمني فلكي مسطر قبلا , في يوميات السنة  المعتمدة في دولة تركيا ؟

بالنسبة  للجاليات العربية والغير العربية  فهي تعتمد في آداء شعاءرها الدينية على السنة القمرية اعتمادا على ظهور الهلال بواسطة علماء دين ونظار مختصين  مشكل التبعية يفرض نفسه بقوة في الساحة الالمانية , حيث تصوم مساجد مع السعودية العربية  ,وهناك أخرى تصوم مع المركز الاسلامي الالماني بمدينة آخن .

المشكل القائم هنا في دولة المانيا يمكن تلخيصه في القائمين على المساجد من حيث المسوؤلية الدينية , حيث هناك من يعلن العيد ورمضان موازاتا مع السعودية بدعوى أنها قبلة للمسلميين اينما تواجدوا , وهناك من يتبع دول أخرى في هذا المجال .

السلطات الالمانية لا تتدخل في هذا الموضوع بتاتا , وحتى الاعلام يكتفي باخبار يوم بدء الصوم ونهايته  دون الدخول في التفاصيل  الدقيقة . غير ما مرة صام رواد مسجد بمدينة المانية لوحدهم , وغير ما مرة سبق رواد مسجد , أو مساجد أخرى الاحتفال بعيد الفطر .

في هذه السنة والحمد لله صامت الجالية المسلمة في يوم واحد تقريبا , وكان ذالك يوم الاحد كباقي المسلمين في العالم , ما عدا  رواد مسجد أو مسجدين , والاتراك طبعا الذين يصومون دائما على التقويم الفلكي .  

اشكالية توقيت الامساك والفجر

لكن المشكل الكبير هذه السنة , والذي يطرح نفسه بالحاح وقوة , هو تفاوت توقيت الامساك , أي الفجر من مسجد لاخر , وبعبارة أصح بين جميع المساحد ومسجد الرحمان بمدينة دوسلدورف .

اليوميات التي وزعت في المساجد والمتاجر والمقاهي والمخبزات ترفع الى علم الصائميين أن الامساك على الساعة الثالثة تقريبا , بينما مسجد الرحمان هو الوحيد بمدينة دوسلدورف الذي طبع يوميات لرواده معلنا فيها أن الامساك على الساعة الرابعة  الا ربع تقريبا .

وهو الامر الذي ادخل المسلميين في حيرة من امرهم نظرا  للتباين الصارخ في التوقيت الخاص بالامساك وصلاة الفجر.

يقول امام مسجد الرحمان السيد محمد جبان , أن الامساك هو الفجر لقوله تعالى : كولوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر. كما يقر الامام أن العلماء يقرون أن بين طلوع الفجر وطلوع الشمس حوالي ساعة و25 دقيقة ومن جملتهم : ابن عثيميين , وابن بار , والالباني.

ويشرح السيد محمد جبان امام مسجد الرحمان بمدينة دوسلدورف أن هناك كثير من المراجع التي اعتمد عليها في تحديد الفجر ومنها القول القويم في الصلاة حسب التقويم لابو بكر أحمدي العدوي , ويقر الامام ايضا أن تقويم المركز الاسلامي بآخن غير صيح , ويشرح  أن هناك 50 دقيقة تقريبا بين الفجر الكاذب والفجر الصادق . ويمكن لكل من اراد ان يعرف اكثر بخصوص هذا الموضوع ان يلجأ الى خدمات جوجل بقراءة الفجر الكاذب والفجر الصادق.

المسؤولية الدينية

في سياق الحديث عن اختلاف اوقات الفجر , أي الامساك بالنسبة للمسلمين فوق التراب الالماني تترتب أشياء كثيرة عن هذا المشكل , منها اقامة الصلاة في غير وقتها بالنسبة للجهة الغير الصحيحة , لانه لا يمكن اطلاقا ان يكون التوقيت مختلف في نفس المدينة بساعة من الزمن . وبالتالي فالجهة الخاطئة في التوقيت تعتبر صلاتهم وصلا ة من يتبعهم في التوقيت خاطئة وغير مقبولة لانها ليست في وقتها.

في جميع الحالات ومهما كانت الامور فلا يجوز ان يكون هناك توقيتان مختلفان سواء تعلق الامر بالامساك أي الفجر , أو غيره من اوقات الصلوات الخمس لانها ركن من اركان  الاسلام الخمس .

حتى يهرع  الساهرون على المساجد على تدارك وتصحيح هذا المشكل ونحن في بداية رمضان , نكون بدورنا قد بلغنا عن خطآ بشري له علاقة بحكمة الهية , ألا وهي الشريعة الدينية الاسلامية , والذي هو دين تسامح وحوار وسلم .