الجالية24

احتفلت الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا بفعاليات الدورة الرابعة للمهرجان المغربي الايطالي، ضمن منهاجها الثقافي السنوي، الذي يعرف هذه السنة، تنوع فقراته التي تتراوح بين عروض سينمائية و ندوات ثقافية وعروض الموسيقي والغناء والرقص الفولكلوري التراثي، بحضور أسماء وازنة في عالم  السينما والمسرح والغناء والتنشيط والفكاهة والرياضة، بالاضافة الى حضور لافت لأسماء مغربية وايطالية من عالم السياسة.

وسطر منظموا المهرجان على أهداف فعالياته، التي تتمثل في تعزيز وتوطيد العلاقات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التاريخية بين إيطاليا والمغرب، و تسليط الضوء على عملية الاندماج الفعلي للجالية داخل النسيج المجتمعي الايطالي، و التعريف عن قرب بالخصوصيات والمسارات التاريخية التي يعرفها المغرب وبطريقة غير مباشرة الاسر المغربية المقيمة فوق التراب الايطالي، والدور الذي تلعبه الجالية المغربية بصفة عامة والمجتمع المدني بصفة خاصة بايطاليا كجسر وصل بين البلدين في إطار الديبلوماسية الموازية .

وافتتحت فعاليات المهرجان بلقاء تواصلي مع الصحافة الايطالية بإحدى قاعات بلدية تريفيزو، حيث قدم رئيس المهرجان عبد الله خزرجي شروحات حول برنامج المهرجان، الذي افتتح رسميا يوم الاربعاء 27 أبريل ليستمر الى غاية 1 ماي.

خلال اللقاء الذي عرف حضور عمدة المدينة ومنتخبون، قدم السيد البشير واكيني، المدير الفني للمهرجان، عرضا تفصيليا لفقرات هذه الدورة التي تعرف لاول مرة مشاركة أفلام سينمائية  مغربية، بالاضافة الى حضور أسماء وازنة في عالم السينما المغربية والأجنبية، وتكريم أسماء كبيرة كالممثل القديرمحمد خيي و المرحوم محمد البسطاوي بالاضافة الى وجوه  سينمائية أخرى.

وعرفت مدينة فينيسيا يوم الاربعاء 27 أبريل، اعطاء الانطلاقة الرسمية للمهرجان بمقر الاذاعة والتلفزة الايطالية بفينيسيا، بحضور السلطات الايطالية والمغربية المتمثلة في شخص القنصل العام للمملكة بفيرونا نزهة الطهار، عبر معرض للتصوير الفوتوغرافي والفنون التخطيطية ، تحث عنوان “المغرب بينا “، الذي سهر على إدارته الاستاذ ادريس القري. ليتبعه عرض فني لعبيدات الرمى الذي لاقى استحسان الحاضرين.

تم انتقل الحفل الى قاعة العرض السينمائي بمدينة تريفيزو، حيث تم عرض فيلمين سينمائيين بعنوان الصوت الخفي وحياة قصيرة للمخرجين كمال كمال وعادل الفاضلي. وعلى هامش العرض، حضي الممثل القدير محمد خيي بتكريم دافئ، حيث تسلم جائزة تقديرية من يد القنصل العام للمملكة بفيرونا نزهة الطهار، لتفانيه وصدقه في أداء أدواره المتنوعة.

وعلى هامش المهرجان، عقد يوم الخميس 28 أبريل، ندوة ثقافية تحث عنوان “العلمانية في دولة إسلامية” ترأسها السيد ماركو طمارو، مدير مؤسسة بينيتون، وأدارها الاستاذ مولاي زيدان العمراني، أستاذ بجامعة بادوفا، الذي أكد على ان المغرب هو نموذج لباقي الدول العربية بتميزه بخصوصية هويته الوطنية، التي تتسم بالتعايش السلمي المشترك بين العلمانية والاسلام، الذي يضرب جدوره في تاريخ المغرب.  و ألقتها كل من الاستاذة عائشة الناصيري، قاضية ورئيسة الجمعية المغربية للنساء القاضيات، و الاستاذة سعدية وضاح، محامية وعضو في المجلس الوطني لحقوق الانسان.

و تحدثت السيدة عائشة الناصري في مداخلتها، عن ازدواجية المرجعية في المغرب، باعتباره بلد مسلم ومنفتح على ثقافة حقوق الانسان و يتجلى ذلك في اختيار المملكة تبني دستورا حداثيا، يكرس بناء دولة الحق والمؤسسات، الذي اعطى مفهوم جديد للسلطة باعتبار ان من بين مهامها خدمة المواطنين والمساهمة في التنمية المنشودة. وينص على ان  الاسلام السمح هو دين الدولة ومن التوابث الراسخة للامة المغربية، التي تضمن للفرد حرية ممارسته الدينية في إطار ثقافة الشعب المغربي التي تتسم بالانفتاح والتعددية الثقافية. بالاضافة الى احترام المغرب التزاماته الدولية باعتبار ان الدولة المغربية ملزمة بكل الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان والتي تسموا على التشريع المغربي.

اما الاستاذة سعيدة وضاح، فقد تطرقت الى التطور وورش البناء الذي يعرفه المغرب في إطار تعزيز حقوق الانسان باعتباره أحد المؤشرات على التحول الديمقراطي كما هو متعارف عليها دوليا، وملائمة التشريعات والاصلاحات على مستوى الورش القانوني وعلى مستوى المؤسساتي التي تعمل كأليات للنهوض بثقافة حقوق الانسان والمساهمة في النقاش العمومي حول حقوق الانسان وملائمة القوانين الوطنية مع الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب و إعطاء توصيات في مجال حقوق الانسان للبرلمان والحكومة.

وذكرت في مداخلتها انه لاول مرة في اطار التجاوب مع وزارة العدل تعطى للمجلس الوطني لحقوق الانسان باعتبارها مؤسسة دستورية الحق في القيام بزيارة المعتقلات، والسجون ومراكز حماية الطفولة، و مراكز لايواء المهاجرين الغير النظاميين، من اجل انجاز تقاري، التي أصبحت مرجعية يعتمد عليها من قبل المشتغلين في الحقل الحقوقي حول وضعية حقوق الانسان والتقصي في نوع الانتهاكات ورفع التوصيات الى الوزارة المعنية. بالاضافة الى دور المجلس الوطني لحقوق الانسان كمؤسسة وطنية في تفعيل مبادئ الدستور وأيضا المساهمة في اصدار المذكرات حول محتوى الدستور.

واستعرضت الاستاذة وضاح التحديات التي ساهم فيها المجلس الوطني لحقوق الانسان ، المتمثلة أولا، في تحقيق المساوات بين الجنسين من خلال إيجاد الاطار القانوني عبر هيئة مكافحة جميع أشكال التمييز ضد النساء، ثانيا، منظومة العدالة عن طريق تكريس مبادئ المحاكمة العادلة، استقلال السلطة القضائية، ومكافحة التعذيب، و ضمان حقوق الأشخاص المحرومين من حريتهم وتطوير المنظومة الجنائية خاصة فيما يتعلق باذماج العقوبات البديلة ومراجعة إطار القانون المتعلق بالعفو. التحدي الثالث، هي ضمانات تكريس الحرية العامة قانون الجمعيات والتظاهر السلمي وقانون الصحافة. التحدي الرابع يتمثل في تقوية سلطات السياسات العمومية في مجال حماية الفئات الهشة. واشارت الاستاذة والعضو في المجلس، الى ان هذه الرهانات هي نتيجة مذكرات رفعها المجلس الوطني لحقوق الانسان للبرلمان والحكومة، والتي انطلقت من خلال تبنيه لرؤية استيراتيجية واضحة المعالم  من أجل تحقيق مكاسب حقوقية التي يطمح لها في إطار بناء دولة الحق والقانون. وأشارت أيضا الى ضرورة

إعادة مراجعات في العقليات التي تعتبر عائقا أمام تحدي تحقيق المساوات و مكافحة التمييز ضد المراة عبر توظيف وسائل الاعلام و المناهج التربوية من أجل تغيير الصورة النمطية اللصيقة بالمرأة داخل المجتمع. وخلصت في مداخلتها

أن الثوابت المغربية الآن هي الاختيار الديمقراطي الحداثي الذي يصون الكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية، وان الدولة المغربية ملزمة بهذا الاختيار.

وفضلا عن العروض الرسمية، ستشهد غدا مدينة كونيليانو سهرة كبرى  ضمن برنامج المهرجان المغربي الايطالي، سيحييها نجوم الغناء  المغربي كنجم الراي دوزي، والفنان الشاب إيهاب أمير، و اركسترا السرغيني، و اركسترا العمري ، والكوميدي باسو والتنشيط العام للممثل القدير البشير واكين.

ويعد المهرجان المغربي الايطالي من التظاهرات الثقافية والترفيهية ويشكل علامة بارزة  على ديناميكية المجتمع المدني داخل إيطاليا وعلى مدى تشبث الجالية المغربية وفعاليات المجتمع المدني بتوابث الامة المغربية..

ستكون لنا عودة في الموضوع لاحقا.