هذه قصة واقعية وليست خيال , أو حلم , أو تحامل, أو مزايدة  .

ذهبت الى مسجد الرحمان بمدينة دوسلدورف بالمانيا  مساء يوم من أيام شهر مارس من هذه السنة – 2016 –  وتصادفت مع صديق يعمل بمستشفى – أوني كلينيك  بدوسلدورف – وأخبرني أن مغربيا مات بنفس المستشفى الذي يشتغل به , وطلب مني أن أعمل شيئا لمساعدته حتى يتم العثور على أهله قصد استلام الجثة من المستشفى المذكور , خاصة أن جماعة من المغاربة من كبار السن ذهبوا  الى المستشفى قصد التعرف عليه لكن بدون نتيجة .

ألح عليه السيد محمد أوشن في مسجد الرحمان بمدينة دوسلدورف وقال لي بالحرف : بما أنك تكتب مقالات وتنشرها في مواقع وجراءد مختلفة , حاول أن تعمل شيئا من أجل  العثور على أقربائه , وزاد قاءلا , أنت تعرف أن القنصلية المغربية  يمكن أنها سوف تراسل وزارة الخارجية المغربية , لكن البحث سوف يطول شهور وشهور .

أول عمل قمت به هو الحصول على الاسم والنسب وتاريخ الازدياد ومسقط الازدياد بالمغرب , وفي نفس الليلة عملت له اٍعلانا على الصفحة التي أسهر على تحرير مقالاتها , والتي تسمى بصوت الوحدة والتي يناهز عدد زوارها 5000 زائر .

وفي اليوم التالي ذهبت شخصيا الى القنصلية وتكلمت مع المسؤول الذي وافاني بالرساءل التي بعثتها القنصلية الى المغرب , وشرح لي أن المشكلة تكمن فيمن يستلم الجثة وليس في نقل الجثة , لكنه طلب مني عدم نشر اسمه . وبعد أسبوع تقريبا , اتصلت بي السيدة ليلى فشات والتي تسير جمعية بألمانيا وبمدينة بركان أيضا , وأخبرتني أنها عثرت على عائلته بمدينة وجدة المغربية بواسطة تحرياتها من خلال جمعيتها بالمغرب , وبعد مشاورات ورسميات واتصالات , تبين أن الشخص الذي وافته المنية لديه عاءلة بوجدة وأختان ببلجيكا وأخت بنفس المدينة التي توفى بها , كما أن له بنت  في هابورج – 20 سنة – تعيش لوحدها , كان قد أنجبها الهالك من ألمانية سنوات مضت .

يجب هنا الاعتراف بأن وزير الجالية السيد أنيس بيرو تدخل بشكل رفيع في الوقت المناسب حيث أعطى موافقة الوزارة التي يشرف عليها على تحمل مصاريف نقل جثمان السيد الزرهوني عبد المجيد من ألمانيا الى المغرب , كي يتم دفنه في مسقط رأسه – وجدة – .

من هذه القصة نستنتج  المزايا التي يمكن  جنيها من استعمال المواقع الاجتماعية – الفايس بوك –  باستغلالها في المساءل الانسانية , وتجدر الاشارة أن هناك عمل مماثل في السنة الفارطة تصادفنا معه حيث كانت سيدة تبحث عن شخص مغربي كمرافق في رحلة عبر الطائرة لابنها  الغير البالغ سن 18 سنة , حتى يتمكن من السفر الى المغرب لقضاء عطلته مع أهله , وكانت النتيجة اٍيجابية في أقل من أسبوع .

 

محمد بونوار من دوسلدورف