قضت محكمة لييج صباح اليوم الاربعاء، بالسجن مدى الحياة على عبد المجيد كرار، من لييج (56 عاما)  بتهمة قتل طفليه ياسين (5)، وائل (3) يوم 2 غشت 2013.

حسب تصريح الزوجة، بدأت الخلافات بين الزوجين في النصف الاخير من شهر يوليوز من نفس السنة، بعدما أعربت الزوجة لعبد المجيد عن رغبتها في الانفصال عنه، الذي لم يتمالك أعصابه، فامسك بسكين وهددها بالقتل هي وأطفالها تم ينتحر ان لم تعدل عن قرارها. على اثر هذه التهديدات قضى ليلة في السجن. وبعد هذه الحادثة عاد الهدوء مؤقتا الى منزل الأسرة، ليقررا بعدها الشروع في الانفصال بحلول سبتمبر، بعد قضاء العطلة الصيفية لتجنيب الاطفال دواعي هذا التغيير المهم في حياتهم.

وتحكي الزوجة، انها قامت يوم 2 سبتمبر 2013، الذي صادف اليوم الثاني من عطلة شارلوت لورانس، بتنظيف سيارتها بمشاركة الصغار، في جو من المرح واللعب. ثم أمضت فترة ما بعد الظهر معهم في الرسم، بينما  عبد المجيد كرار كان يخلد في النوم. فهو يعاني من حالة صحية سيئة منذ السكتة الدماغية التي تعرض لها قبل عام ونصف تقريبا. وغادرت الزوجة المنزل حوالي الساعة 18 لتذهب للطبيب بنامور.

وتابعت الزوجة، انها عندما عادت الى المنزل وقت العشاء ،  وجدت باب المنزل مغلق  بالمفاتيح من الداخل. فتح لها عبد المجبد كرار بعد ان صرخت وركلت الباب في محاولة منها لفتحه بالقوة.  فاكتشفت مشهد الرعب: كان الاطفال ملقيون في الحمام، توفيا صعقا بالكهرباء بواسطة مجفف شعر. وكتب على الحائط  : “للاسف، كلبة”، “إلا أن الاطفال لم يتألموا، سأرحل، ولكن رفقة صغاري” بالاضافة انه وضع صورا  للزوجين في أوقات بهيجة كانت قد التقطت لهما  في أول عطلتهم.

على الرغم من كل تلك الادلة ضده، نفى عبد المجيد كرار كل مانسب اليه، بحجة أن الأطفال قد غرقا بسبب حادث بينما اخده النوم امام التلفاز.

وقد عثرت الشرطة العلمية خلال التشريح الطبي  على آثار مهدئات في دم الاطفال، الشيء الذي نفاه عبدالمجيد مبررا ان الاطفال ربما ابتلعاه أثناء اللعب.

وسطرت المستشارة  العام ماريان ليجون، خلال النطق بالحكم صباح اليوم الأربعاء، على خطورة المتهم، وغطرسته بنفي الحقائق وبرودة الدم التي صاحبت فعله الإجرامي، وتعمده اخفاء المهدئات في سمارتيز ثم اعطائهم اياه.

بينما طالبت محامية عبد المجيد من الهيأة الأخد بعين الاعتبار في النطق بالحكم حالته النفسية المتسمة باليأس والمحنة.

خلال جلسة الاستماع، مساء الثلاثاء، قال كرار في كلمته الاخيرة أمام هيأة المحلفين قبل أن تثبت ادانته: أنا “اسف على هذه المأساة، التي لدي فيها بعض المسؤولية.” الا انه لم ينكر الحقائق التي تبثت ضده، وعندما طلب منه، اذا كان يود اضافة شيء ما لاقواله قبل أن يغادر المحلفين القاعة.، أردف قائلا “اسف شارلوت اسف”، موجها كلامه لام اولاده.

وخاطب رئيس الجلسة د.كورلي الجاني، الذي بدى غير مبالي أثناء الجلسة، قائلا :”انا لا اعرف كيف يمكنك ان تنظر الى المرآة بعدما اقترفته”. حسب تعبيره.

وبذلك قضت المحكمة  اليوم الاربعاء بلييج، بعد جلسة الاستماع، بالسجن مدى الحياة على عبد المجيد كرار  بعد ادانته بقتل اطفاله.

رشيدة رزوق