بعد تعيينها وزيرة للتشغيل والتكوين المهني في فرنسا كثر القيل والقال حول “مريم الخمري” المغربية التي تقلدت مهمة “كاتبة الدولة في سياسة المدينة ” قبل ان تدخل التاريخ الفرنسي من اوسع الابواب وهي المكلفة بقطاع حساس وحيوي في بلاد “الجن والملائكة”، وكعادة كل خطوة من هذا القبيل يسعى الكثيرون للنبش في سيرتهم ومشوارهم وكيف وصلوا الى هذه المراكز، ولارضاء فضول هؤلاء سنتساءل معهم، من هي “مريم الخمري” اذن؟

هي ابنة لاب مغربي وام فرنسية منحدرة من منطقة “بروتون” تحديدا شمال غرب فرنسا، تبلغ من العمر 37 سنة، شخصية بطموح جامح ومتعددة المواهب، جرى تعيينها بداية في منصب “كاتبة للدولة مكلفة بسياسة المدينة” في الحكومة الثالثة في عهد الرئيس الفرنسي الحالي ” فرانسوا هولاند ” والثانية بالنسبة لرئيس وزرائه “مانويل فالس″ ويمكن اعتبارها صاحبة مسار حافل ومتعدد المحطات رغم سنها الحالي.
في العاصمة المغربية “الرباط” ولدت “مريم الخمري” سنة 1978 قبل الانتقال الى مدينة “طنجة” الشمالية حيث قضت عشر سنوات كاملة في بلدها قبل الانتقال الى “بوردو” الفرنسية مع عائلتها لتدرس القانون العام باحدى الجامعات الفرنسية، لكن تبقى اللحظات الفريدة في حياتها هي عشق الرقص وممارسة “الكاراتيه” ثم الشطرنج واعتلاء خشبة المسرح كل هذا دون ان تتخلى عن طموحها السياسي واحلامها العريضة في هذا المضمار.
اما في ابرز محطاتها على الصعيد السياسي نستهلها بتجربتها مع فريق عمل “برتراند دولانوي ” عمدة باريس السابق بعد التخرج مباشرة والحصول على دبلوم “الدراسات العليا في القانون العام”، قبل ان تتقلد مسؤولية في “الشؤون المدرسية والوقائية”، فيما جاء انضماها للحزب الاشتراكي سنة 2008 لتنتخب عضوة في مجلسه الوطني ثم مكتبه الوطني بعد مرور اربع سنوات أي سنة 2012، و بالاضافة الى عملها كمستشارة جماعية في الدائرة رقم 18 ببلدية باريس منذ 2008، عينت مريم نائبة لرئيسة اللجنة الدائمة بالمجلس البلدي للعاصمة الفرنسية خلال العام نفسه ايضا، كما تم انتخبها مرتين مستشارة في بلدية العاصمة وانيطت بها عدة مهام في مكتب عمدة “باريس″ قبل ان يختارها “فالس″ للمنصب المذكور في كتابة الدولة المكلفة بسياسة المدينة، لتصل الى ذروة نجاحا بمنصب وزيرة التشغيل.
لكن السؤال الذي يتردد صداه في المغرب بعد قرار التعيين يتجلى في “رسائل” المصالحة التي “تعمد” الاليزيه ارسالها للرباط وعلاقتها بالتكليف؟ ام ان لا مجال للخلط في هذه الامور؟

عن الرأي اليوم