تثير مشكلة المهاجرين المسلمين نقاشا سياسيّا واجتماعيّا في الدول الأوروبيّة الغربيّة عامة وبلجيكا خاصة، إذ يرتبط هذا الجدال والنقاش بالعامل الديموغرافي في ضوء التناقص المتزايد لأعداد المسلمين وانعكاس ذلك على قيم المجتمع المتعلقة بالديمقراطية وحرية التعبير والمساواة بين الجنسين والفصل بين الدين والدولة.

يعتبر الإسلام  الديانة الثانية في بلجيكا، إلا ان وسائل الإعلام البلجيكية تهتم به أكثر من غيره، وفقا للتقرير الثالث لمرصد الأديان والعلمانية التابع للجامعة الحرة في بروكسل، الذي يستقصي وضع الأديان والعلمانية في بلجيكا.

ويعتقد معدو التقرير أن الإسلام والمسلمين يندمجون إيجابيا في المجتمع البلجيكي، مشددين على أن الأزمات الاقتصادية والمالية والجيوسياسية هي التي تؤدي إلى التوتر في العلاقات بين مكونات المجتمعات.

وتشدد الباحثة كارولين ساجيسير -التي ساهمت في إعداد التقرير، في تصريحات أوردتها شبكة الجزيرة، على أن تركيز اهتمام وسائل الإعلام على تنظيم الدولة الإسلامية يمكن أن يسهم في نسيان أن العالم الإسلامي متنوع للغاية، ولا يمكن اختزاله في تنظيم فكري أو سياسي واحد على عكس ما تبرزه الصحف البلجيكية.

ويشير المرصد أيضا في تقريره إلى تطوير نسيج الجمعيات التي يسهر على تسييرها المسلمون بشكل كبير في بلجيكا، متسائلا إن كان ذلك يمكن أن يؤدي في النهاية إلى خلق ركيزة إسلامية للمجتمع البلجيكي، على شاكلة الركيزة المسيحية التي تشكل إحدى أهم دعائم المجتمع؟ ويجيب أنه من المبكر جدا الرد إيجابيا على هذا التساؤل.

وأشار التقرير إلى نشأة جمعيات مختصة في الدفاع عن المسلمين ومكافحة العداء والتمييز ضدهم في مجالات مختلفة مثل العمل أو السكن. وحسب تقرير المرصد، فقد تلقى المركز الحكومي لمكافحة التمييز العام الماضي 4627 شكوى متعلقة بالتمييز ضد مسلمين، وفتح 1670 ملفا للتحقيق، وهي نسبة أعلى بكثير مقارنة مع السنوات السابقة.