في إطار الجولة التي تقوم بها مجموعة المشاهب في بعض المدن الإسبانية  و خصوصا الكطلانية منها و بمبادرة من القنصلية العامة المغربية بمدينة طاراغونا و على رأسها القنصل العام السيد عبد الفتاح اللبار، فقد أحيت هذه الفرقة الموسيقية حفلا موسيقيا رائعا لفائدة فئة من الجالية المغربية الموجودة رهن الإعتقال في السجن المركزي لهذه المدينة الجميلة و ذلك يوم الإثنين 23 مارس على الساعة الرابعة بعد الزوال. وقد عرف هذا الحفل مشاركة بعض رؤساء وممثلي الجمعيات المغربية النشيطة و التي تهتم بقضايا الجالية و تدافع عنها كما تهتم بالحفاض على الثقاقة و الهوية المغربية دون نسيان بلد الإقامة وما يترتب عن ذلك من إندماج ومحاولة التأثير و التأثر و التفاعل مع المحيط و مع المجتمع الذي تعيش فيه. إن هذا الحفل الموسيقي في الحقيقة يعتبر بمثابة هدية لا تقدر بثمن لهذه الفئة من الجالية المغربية التي هي في أمس الحاجة لمن يتقرب منها و ينصت إليها و يعرف مشاكلها و معاناتها اليومية و بالتالي التخفيف عليها من الضغط النفسي و السيكولوجي و بعث الامل فيها من جديد. و يدخل هذا الحفل الموسيقي لمجوعة المشاهب في هذا الإيطار حيث أدخلت البهجة و الفرح و السرور على هذه الفئة التي لم تصدق ولم تستسغ  كونها أنها، و بشكل مباشر، ترى و تشاهد بأم أعينها و تستمع إلى نغمات مجموعة كانت تستمع إلى أغانيها فقط عن طريق الإذاعة أو التلفزة أو عن طريق بعض التسجيلات. وفي بداية الحفل أعطى السيد كسرى رئيس الفرقة كلمة رحب من خلالها بالحضورمعبرا لهم عن تعاطفه معهم و مشاطرتهم الظروف الصعبة التي يمرون منها إلى درجة أنه قال بالحرف الواحد أنه يود المبيت معهم لو كانت الظروف تسمح بذلك،  وبعدها قدم الشكر للوزارة والمسؤولين على القنصلية و كذلك لإدارة السجن  وعلى رأسها السيد المدير و بعض مساعديه الأقربين لما قاموا به من مجهودات من أجل تسهيل دخول الفنانين والأدوات الموسيقية بدون أية مشاكل أو تعقيدات، دون أن ينسى تقديم الشكر لممثلي الجمعيات التي ساهمت هي كذلك في توفير كل ما يمكن توفيره  ليمر الحفل في أحسن الظروف. و مع إنطلاق النغمات الموسيقية إنطلقت التصفيقات لتليها الرقصات  و لتغمر البهجة و الفرحة نفوس كل من كان داخل القاعة      و خصوصا السجناء الذين نسوا أنهم فعلا سجناء و إمتزجت فرحتهم بالدموع التي لم يستطيع بعض أعضاء الفرقة إخفاءها وهم يشاهدون هذا التفاعل التلقائي مع الموسيقى و النغمات الرائعة التي كانوا يقدمونها. والجدير بالذكرهنا هو أن هذا التفاعل و التجاوب العفوي إن كان يدل على شيء فإنما يدل على أن حب المغاربة لوطنهم شيء لا يمكن وصفه وأنهم لن ينسوا وطنهم مهما كانت ظروفهم وأن الوطن بمثابة جزء منهم و هم منه. و من هذا المنطلق فقد كانت الراية المغربية تنتقل من يد إلى يد في منظر يوحي بان بلدهم المغرب قد أتى عندهم ليبدؤوا في التناوب على تحيته    ومعانقته. فبكل تأكيد أن اللقطة الرائعة و المؤثرة في نفس الوقت هي لقطة الدموع التي إنهمرت و سالت من أعين عضوة الفرقة الفنانة سعيدة بيروك ستظل راسخة في اذهان الجميع لما تحمله من حب و تعاطف و تاثر بهذه الحالة   و الظروف التي تمر منها هذه الفئة من المواطنين المغاربة الذين نرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يفرج عنهم و أن تعود لهم حريتهم وأن يكونوا أفرادا صالحين لمجتمعهم .

وقد توالت التصفيقات و الرقصات إلى أتى موعد الختام ومسك الختام ليرتفع صوت الحناجر وهي تردد أغنية: “عيون عينيا و الساقية الحمرانيا والواد وادي أسيدي …” و يرتفع معها الشعور بوحدة الوطن وعدالة قضيته الأولى: قضية الصحراء المغربية و ليرتفع الشعور كذلك بأن المغاربة أينما كانوا و مهما كانت ظروفهم فهم لن ينسوا و طنهم و أنهم  دائما أبدا مجندين و مستعدين للدفاع عنه و رفع رايته و تلميع صورته في كل مكان و أمام أي كان.

عبد الـــــرفـيـع الــتــلــيــدي / ليريدا