نظم الاستاذ Denise Barbierato و Giuseppina Fioretti، الاكاديمية والناشطة الجمعوي والحقوقية يوم السبت 25 اكتوبر 2014 الساعة 18:30 بمركز الحزب الشيوعي حفل توقيع للكاتب والمترجم الايطالي Diego Siragusa لكتابه الجديد، الذي أثار ضجة في الوسط السياسي الايطالي، الارهاب المدلل، لماذا تهدد جرائم اسرائيل السلام العالمي، والذي رفض نشره من طرف دور النشر الايطالية لما يحويه من جرأة في طرح الاشكالية الفلسطينية وازاحة الغبار عن حقائق المسار الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ووصل الكتاب الى طبعته الثالثة، وكتاب الصحافية الاسرائيلية Livia Rokach الارهاب الاسرائيلي المقدس، الذي قدمه المفكر واللساني الامريكي نعوم تشومسكي، وترجمه الكاتب الايطالي Diego Siragusa، الذي استهلت فيه كاتبه مذكرات رئيش الوزراء الاسرائيلي السابق موشي شاريت، قدم بجرأة عميقة، جعلت منه ممنوعا، تصدى الموساد الاسرائيلي لنشره فنشره مجموعة من الطلبة الفلسطينيين، الذين عملوا على تاسيس مطبعة في الولايات المتحذة آنذاك، وترجم للالمانية والفرنسية عن طبعته الاصلية الانجليزية، وترجم فيما بعد الى العربية عن دار الشروق بمصر، ترجمته ليلى حافظ. افتتح اللقاء القنصل الفلسطيني السابق الاستاذ أمين نابلسي الذي أماط اللثام عن واقع الشعب الفلسطيني وعن تاريخ الصراع الغير متكافئ الذي تحاول اسارئيل طمس معالم حقائقه بكل جهد، محددا معالم الارهاب الاسرائيلي واصفا إياه بالشوفيني والكولونيالي، وأنه لا يختلف، كما يقول امين نابلسي، عن الفعل النازي الهتليري، وأخذت الكلمة الاستاذة Giovanna Vavolo التي قرأت مقاطع من ثلاثية محمود درويش، رحلة الى اليونان. يبين فيها درويش واقع السلوك الايرائيلي في لغة تهكمية ومعنى عميق، وفي مداخلته تحدث Diego Siragusa عن المضايقات التي تعرض لها في نشره لكتابه الارهاب المدلل والذي تبنى نشره يهودي تقدمي بالمانيا، وعن عدد المبيعات، في دروته المكوكية لتوقيع الكتاب، حيث لف كل ايطاليا ووصل الكتاب الى طبعته الثالثه في الطبع، لكثرة الطلب عليه، وان كان الكتاب يعالج قضية تاريخية بصمت الوجود الانساني وكرامته وعدالته وقضيته قإنه استلهم مادته من مستندات تاريخية لا غبار على حقيقتها، من معاهدة كامب ديفيد الى واقع الحال، مسلطا الضوء على المحطات التاريخية المهمة التي شقتها القضية الفلسطينية، عن ظاهرها وباطن الحقائق التي حاول البعض طمسها، قائلا إن خلف كل العمليات الارهابية التي وقعت في حق الشعوب العربية توجد اسرائيل من مذبحة دير ياسين الى القبية الى جنين وخطف طائرة الركاب السورية 1954 إلى محاولة غزو سوريا وتقسيم لبنان، من فضيحة عملية لافون الارهابية الى استفزاز مصر بالهجوم على غزة 56 و67، واعتبر أن السياسة الاسرائيلية سياسة قائمة على التجارة بشراء القادة والسياسيين العرب وشراء الحق، معبرا أنها القوة الاكثر بروزا في العالم وانها المحرك الظاهر الخفي لكرسي الالزيه، وقال إن الكتاب مقدم الى رئيس الدولة الايطالية جورج نابوليطانو ليعاود النظر في عدالة الصهاينة. فالحروب الاسرائيلية ، على حسب تعبيره دييكو، هي حروب قائمة على المصالح الاستراتيجية وتغيير السيناريو يتطلب تغيير موازيين القوة.
واسترسل حديثه عن المقطع المختار من كتاب الصحفية الاسرائيلة التي لقت حتفها على يد الموساد الاسرائيلي، كما يقول دييكو، الذي كان عنوانه الارهاب الاسرائيلي المقدس، وغير عنوانه إلى العيش مع الحسام، الارهاب الاسرائيلي المقدس، قائلا إن العيش مع الحسام كان جملة متضمنة في الكتاب فجعها عنوانا للمقطع الذي ترجمه عن النص الاصلي الانجليزي، قائلا ان موشي، الذي قدمت مذكراته يعتبر الرجل الثاني في التصهين العالمي، وأن الدولة العبرية قامت على مبدأ القوة وأمنها هو ذريعة رسمية لا أثر للحقيقة فيه، بل هو حجة لاعطاء الشرعية للانتهاكاتها المستمرة للحقوق الفلسطينية، وأن الخطر العربي أسطورة اخترعتها اسرائيل لأسباب داخلية، في حين أن العرب لم يفندوا ادعاءات اسرائيل ولزموا الصمت والترقب مما ستسفر عنه هذه الاخيرة من حروب جديدة، فالمذكرات ان كانت تكشف وجه الحقيقة التي تحاول اسرائيل طمسه أو تغطية ملامحه فتعد مصدرا وثيقا واساسيا للباحثين عن أصول الحقيقة، لذا فقد حق لها ان تكون كما يقول تشومسكي خارج التاريخ الرسمي لاسرائيل. واختتم ا،Diego Siragusa الاستاذ والباحث الاكاديمي بجامعة Biella، حيث يدرس “تاريخ المذاهب السياسية”، و”تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي”، و” عصر النهضة”،فـ “تاريخ الامبريالية الامريكية”، ثم” تاريخ الشرق الاوسط المعاصر” ، أنهى مداخلته بتقديم صور لقادة تاجروا مع اسرائيل، وأطفال حرموا من حق الحياة على أيدي الدبابات الاسرائيلية، وصور ومستندات تاريخية تؤرخ لكل ذلك وتشهد عن الصمت المريع للعالم أمام ما يحدث.

زينب سعيد