هي إنسانة ,سيدة شاءت الأقدار و الظروف أن تنفصل عن زوجها لأسباب عديدة. زواج لم يعد له معنى, زواج وجب إنهاؤه, طلاق أصبح ضروري, طلاق سيضمن لطرف سعادة و استمرارية في الحياة, لكنه للأسف سيضمن للطرف الآخر “المرأة” بداية حياة تعيسة و نظرة دنيوية, بداية حياة يغلبها في غالب الأحيان الألم على الأمل. المطلقة التي تغلق أحيانا في وجهها حتى باب بيت أسرتها التي ترى في الطلاق عيبا و عارا لايمكن قبوله. فتجد نفسها ملزمة بإيجاد عمل في أقرب وقت, العمل الذي ما إن يسألها المشغل عن حالتها العائلية و تجيب بالمطلقة إما سيرفض طلبها و إما سيقبل, لكن هذا القبول لايكون دائما بريئا. هي المطلقة هي العاهرة هي الممكن الإستماع بجسدها دون أي تردد أو خوف هي المباحة في كل زمان و مكان. المطلقة المتسببة للطلاق و المسؤولة عنه, المطلقة الفاشلة التي لم تستطع إنجاح الزواج : هي بعض صفات مجتمعنا و نظرته للمرأة. هي المطلقة التي يحملونها وزر و ذنب فشل العلاقة و كأن نجاح الزواج مبني على طرف واحد فقط “المرأة”. يضعون عليها اللوم في عدم استمرار عيش الأطفال مع أبيهم و يفرضون عليها الصبر و تحمل أي كان من أجل الأطفال. و إن فكرت هي في الزواج الذي يعتبر حقها الشرعي, العهر هو بصمتها الواحدة و الوحيدة. المطلقة محكوم عليها في مجتمعنا بالوحدانية المؤبدة, وجب عليها نسيان الزواج و حقها في أن تأمل في تأسيس أسرة و حياة جديدتين, لتصبح شاحبة كشحوب أوراق الخريف. فما عساها تفعل بعدما حكمت عليها محكمة المجتمع بالمِؤبد؟ ما عساها تقول لمجتمع أفقدها ذاتها, نفسها, روحها, آمالها و أحلامها؟ مجتمع نظرته رصاص مخيف, قاتل وظالم. مجتمع يكثر من الإشاعات و التأويلات الفارغة التي تدين أخلاقها و شرفها. أوليست المرأة المطلقة يامحكمة المجتمع أختنا, و واحدة من أهلنا و بلدنا وجب علينا مواساتها و حماياتها و مساعدتها؟ أوليس من واجبنا يامحكمة المجتمع الإستماع للمتهمة و إثبات تهمتها و الحكم عليها بوجود دليل قاطع؟ كيف يمكنك ياقاضي محكمة المجتمع أن تحكم على متهم يعتبر بريء حتى تثبت إدانته؟ ألا يجب عليك يامجتمع مراعاة ظروف طلاق المتهمة؟ و كيف لك أن تتهم و تدين طرفا يعتبر جزءا من جريمة اشترك فيها اثنين؟ كيف لك تبرأة الرجل و إدانته المرأة؟