هو عنوان المحاضرة التي القاها المحامي الاستاذ دالنش ديركني التركي الاصل والذي يشغل منصب رئيس اتحاد مساجد جهة ولاية رنانيا الشماية بالمانيا والتي تظم 25 مسجدا مسيرة من طرف جمعيات من جاليات مختلفة بمقر الحزب الديموقراطي المسيحي بمدينة دوسلدورف مساء البارحة المواف ل 23 من الشهر الجاري .
المحامي التركي الاصل والمزداد بدولة المانيا يمثل الجيل الثالث في دولة المانيا , والذي لازال يحتفظ بذكريات ومشاريع الجيل الاول الذي كان همه جمع قسط من المال والرجوع الى الوطن الام , لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن , حيث تم التحاق الزوجات بأزواجهن وخلفوا جيلا جديدا متعلما و مستقلا بذاته بثقافة ممتزجة وعادات مكتسبة وهوية خاصة وتصورات جديدة .
ركز الاستاذ دالنش ديركني على التعريف بالديانة الاسلامية على أنها سلمية وتأمن بالتعايش وحسن الجوار والاحترام المتبادل ,و أعطى أرقاما رسمية عن عدد المسلمين بمدينة دوسلدورف والتي حددها في 50 الف مسلم , وذكر على ان مطار دوسلدورف يعرف رواج حوالي 75 الف مسلم سنويا قصد السياحة والعلاج ورجال الاعمال وغيرها .
وألح في محاضرته على ان جميع المطارات في العالم بها أماكن للصلاة والوضوء , وعرج ايضا على التمويل بدولة المانيا والذي يقتصر على الكنائس ومعابد اليهود ولا يشمل المساجد والتي تضطر الى جمع التبرعات من المحسنين لبناء المساجد وتسديد نفقاته من كهرباء وماء وتعويضات الائئمة وغيرها , كما وضح ان انعدام الميزانية تقلص اشغال المساجد الخارجية كزيارة المساجين والمرضى و الاطفال المتخلى عنهم , وهو الامر الذي يدفع الى تكاثر الفهم الخاطئ للاسلام وما يمكن ان يأتي منه .
أوضح الاستاذ المحامي , ورئيس اتحاد مساجد جهة ولاية رنانيا الشماية بالمانيا , أن الاعلام هو الذي يشوه الاسلام ويتلاعب بالمصطلحات , وقد أعطى أمثلة كثير منها أن كلمة السلفية جاءت من مصطلح السلف وهي كلمة ليست قدحية , لكن الاعلام شوهها وشيطنها على حسب هواه .
علاوة على كلمة الاسلام والآسلمة والتي هي أيضا كلمات بريئة , اٍلا ان وسائل الاعلام أضحت تستعملها لتخويف الناس وزرع الرعب بينهم , وهناك طبعا من استغل هذه النقط لتنظيم مظاهرات في المانيا ضد الاسلام والمسلمين خاصة من طرف حركة بيجيدا الذائعة الصيت .
في نفس الساعة التي كانت المحاضرة , كانت حركة بيجيدا التي دأبت منذ ما يز يد عن شهر ين تنطم كل مساء يوم الاثنين وقفات بالمحطة الرئيسية لمدينة دوسلدورف , وجاء الخبر أن البارحة حاولوا محاصرة مسجد عمر القريب من المحطة أثناء صلاة العشاء , لكن الشرطة كانت لهم بالمرصاد ,و لم يسفر الحدث عن اية خسارة تذكر .
وفي الاخير ذكر الاستاذ بأن هذه العوامل مشتركة خلقت وضعية صعبة للجالية المسلمة بالمانيا , خاصة عند طلب العمل حيث أفضت التجارب أن هناك تمييز واضح بين من هو مسلم وغير مسلم .
وفي النهاية ذكر الاستاذ أن الاسلام كان له دور تنويري في البحر الابيض المتوسط والعالم , لازال يشهد له التاريخ بذالك من خلال ترجمة الكتب الاغريقية الى العربية وبالتالي الى اللغات الاخرى , ولم ينس الاستاذ المحاضر أن يرفع الى علم الحاضرين ان المسلمين تعايشوا عبر العصور مع الديانات الاخرى بدون مشاكل .
جدير بالذكر ان المحاضرة نظمها الحزب الديموقراطي المسيحي فرع دوسلدورف وهي نتيجة محصول لحاصل شارلي ابدو التي بددت كثير من الامال والطمانينة التي كانت تعيشها القارة الاروبية مع الجاليات خاصة منها الاسلامية .
وما من شك أن هناك سباق من طرف بعض الاحزاب الاروبية والمنظمات الدولية لكبح شكيمة حركة بيجيدا المناهظة للاسلام والمسلمين والتي تخفي ورائها أفكار عنصرية .
الجالية المغربية المسلمة كانت حاضرة بممثلين عن مسجد السلام من رايس هولس و الذي هو عضو في اتحاد مساجد جهة رنانيا الشمالية , وهما السيد محمد أحيزون و السيد رشيد بسيط .

محمد بونوار من دوسلدورف