الجالية24

أكد البروفيسور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن نسبة الوفيات بالسلالة الجديدة من فيروس “كورونا”، سترتفع ب5 مرات، مقارنة بالسلالة القديمة، لأنها تنتشر بسرعة كبيرة، مما يعني حالات إصابات يومية أكثر وحالات إنعاش وإماتة أكثر، بسبب الضغط الذي ستعرفه المنظومة الصحية، سواء ببلادنا، أو بباقي بلدان العالم.
وقدّر حمضي، سرعة انتشار السلالة الجديدة من الفيروس، ب50 إلى 70 في المائة، مؤكدا أنها ليست أكثر شراسة من القديمة، ولديها خاصيات الانتقال نفسها لدى الأطفال والشباب، إضافة إلى الأعراض نفسها، ومحذرا في الوقت نفسه، من تكاثر الفيروس وتوالده وازدياد عدد الإصابات بسببه، لأن ذلك يعني حدوث طفرات وتغيرات جديدة فيه، قد تكون أخطر من هذه السلالة الجديدة.

وأوضح الباحث في النظم الصحية، أن اللقاحات التي تم تصنيعها فعالة في مقاومة السلالة الجديدة من الفيروس، وفي مكافحة أي تغيرات بسيطة في «جينومه»، ما دامت لديه الملامح نفسها وما دامت مضادات الأجسام قادرة على التعرف عليه وتكوين مناعة ضده، لكنه حذر من احتمال حصول طفرات أو تغيرات كبرى في بروتيين الفيروس، من شأنها تغيير ملامحه، مما ينقص من فعالية اللقاحات، مشيرا إلى أن المرضى السابقين بالسلالة القديمة ل”كورونا” يصابون بسهولة بالفيروس الجديد، في حال تعرضه لتغير كبير.
وأضاف حمضي، في الاتصال نفسه، أن مفعول اللقاح لا يزول 100 بالمائة، كما أن التوصل إلى لقاحات جديدة للقضاء على السلالة الجديدة لن يتطلب شهورا أو سنوات مثلما كان عليه الحال من قبل، بل تكفي من 6 إلى 8 أسابيع، من أجل تطوير لقاح جديد يقضي على الفيروس في شكله الجديد.
وشدد الطبيب الباحث، على ضرورة احترام الإجراءات الاحترازية والمسارعة بتلقيح المواطنين من أجل توقيف دورة الفيروس، لأنه كلما زاد انتشاره، كلما زاد خطر وقوع طفرات في “جينومه» قد تكون فتاكة في المستقبل، داعيا المواطنين إلى التباعد مسافة مترين على الأقل، واستعمال الكمامات الطبية بدل الكمامات المنزلية العادية، إضافة إلى تجنب الازدحام والتعقيم وغسل اليدين والتهوية لأنها الوحيدة التي تسمح بتأخير انتشار الفيروس.

مناعة جماعية في 2022

تحدث البروفيسور عن تقنية “السيكونساج» التي تتطلب آليات وإمكانيات مادية ضخمة، وهي التقنية التي تمكن من التعرف على التغيرات التي تظهر على الفيروس، خاصة أنه لا يظهر من خلال كشف «بي سي آر»، إذ يتم أخذ عينة من الفيروس، مرة في الشهر، لدى شخص مصاب ب»كورونا» ويتم إخضاعها للبحث والتحليل ومقارنتها مع قاعدة البيانات العالمية، للتعرف على نوعية السلالة، مضيفا أن المغرب يتوفر على ثلاثة مختبرات فقط تعمل بهذه التقنية، التي سجلت تطورا كبيرا في دول أخرى مثل انجلتيرا وهولندا.
وفي رده على سؤال حول توقيت العودة إلى حياة عادية في ظل المستجدات التي يعرفها الوباء على المستوى العالمي، قال حمضي إن العالم كله، بدون استثناء، يجب أن يحصل على مناعة جماعية كاملة، فإذا ظل الفيروس منتشرا في بلد واحد فقط، سيؤدي إلى انتشار الفيروس من جديد. وختم قائلا “لن نكون آمنين إلا إذا حصلت كل الدول على اللقاح. وإذا خضعنا للتلقيح في غضون الشهور القليلة المقبلة، يمكن أن نتحدث عن عودة لحياة طبيعية نسبيا في 2022”.