المغرب دولة ذات نظام ملكي برلماني دستوري , عاصمتها الرباط , يقع في أقصى شمال افريقيا وبها معبر بحري يعتبر ألاقصر مسافة بين القارة الافريقية والقارة الاروبية , يطل على البحر الابيض المتوسط من جهة الشمال , وتلامس أراضيه سواحل المحيط الاطلسي وله حدود مع الجزائر من الناحية الشرقية , أما الجنوب فتأتي موريطانيا .

 

حصل المغرب على الاستقلال سنة 1956 وهي السنة التي دخل فيها كعضو في هيئة الامم المتحدة . أما الاتحاد الافريقي فقد انسحب منه سنة 1984 بسبب عدم الاعتراف  بالصحراء من بعض الدول الافريقية  حين استرجعها من الاسبان سنة 1975. وترسيم جبهة البوليزاريو كدولة في الاتحاد الافريقي آنذاك .

 

الجزائر دولة ذات نظام جمهوري ذو طابع دستوري يقر بتعدد الاحزاب بموجب تعديل دستوري موقع سنة 1989 . عاصمتها الجزائر و تعد مساحة البلد  أكبر مساحة على الاطلاق مقارنة مع البلدان العربية .

حصلت الجزائر على الاستقلال سنة 1962 ,وذالك بعد ثورة التحرير التي دامت 7 سنوات ونصف والتي ذهب ضحيتها مليون ونصف مليون شهيد .

أما حدودها فهي متعددة وتجمع دولة تونس والمغرب وليبيا وموريطانيا ومالي والنيجر .

ويبلغ طول حدود الجزائر البرية الاجمالية 6385 كلم , تشاركها في ذالك دول الجوار بالترتيب :

 موريطانيا 463 كلم

النيجر 956 كلم

تونس 965 كلم

ليبيا 982 كلم

مالي 1376 كلم

المغرب 1601 كلم

 ونظرا لشساعة الحدود  وجبت الاشارة أن الجزائر وقعت اتفاقيات منفردة مع كل دولة لرسم الحدود البرية .

ولابأس أن نعيد الى الاذهان هذه الاتفاقيات الثنائية بين الجزائر ودول الجوار .

سنة 1970 اتفاقية رسم الحدود مع ليبيا – سنة 1983 اتفاقية رسم الحدود  مع تونس – سنة 1972 اتفاقية رسم الحدود مع المغرب – سنة 1983 اتفاقية رسم الحدود مع موريطانيا – سنة 1983 اتفاقية رسم الحدود مع مالي – سنة 1983 اتفاقية رسم الحدود مع النيجر.

 الخلافات السياسية الكبرى بين المغرب والجزائر كثيرة ومتعددة , وسوف نحاول جهد المستطاع  تسليط الضوء على هذا الجانب الذي يتغاضى عنه الاعلام المغربي والجزائري, وكذا المسؤولين السياسيين في البلدين , والهدف الذي نتوخى من هذا الطرح هو التعبئة الشعبية والتحفيز السياسي لاعادة التفكير بأسلوب سليم وحضاري مفعوم بنية الصلح والمصالحة , والسعي وراء تحقيق الرفاهية  والعيش الرغيد لمواطني المنطقتين وما جاورهما ,خاصة وأن البلدين تجمعهم  روابط اللغة والدين والقيم والمصاهرة والجوار و التاريخ والموقع و اشياء أخرى .

 اٍذن الخلاف السياسي الاول هو استضافة جبهة البوليزاريو المنحدرة من مدن الصحراء المغربية والتي تطالب باستقلال ذاتي فوق الاراضي المسترجعة من الاسبان سنة 1975 , فوق التراب الجزائري وبالضبط  عند مدينة تندوف والتي كانت طرفا من الاراضي المغربية الى عهد قريب   . والمشكل  في حد ذاته لا يقف عند الاستضافة بل يتعداه ليشمل التمويل المادي واللوجيستيكي للجبهة والرعاية الدولية  . وهذا المشكل يعتبر بالنسبة للمغرب الحجرأو الحاجز الذي يقف دون عقد اتفاقيات التبادل مع الجزائر في ميادين عدة , مع العلم أن العالم اليوم أصبح يعرف تكتلات اقتصادية للرفع من مستوى تطلعات السكان من الجانبين .

 وهو الامر الذي يساعد أيضا – اي التكتل –  على تثبيث الاستقرار والامن وحماية المواطنين من الانزلاقات في براثين الجريمة والارهاب , خاصة منها الجرائم الانسانية نظرا لكون البلدين يطلان على دول جنوب اروبا , ويربطان دول الساحل وما تحتهم بالعالم الغربي بشكل طبيعي , كما  يعتبران ملذا اضطراريا للمهاجرين السريين القادمين من الدول الافريقية البعيدة .  ولو كان هناك تفاهم سياسي  , لحازا  البلدان على السبق في تشكيل  قاطرة تقود التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا برمتها، وتم توفير فرص شغل لم يسبق مثلها في القارة، وهو الامر الذي سيدفع حتما  إلى التخلي عن فكرة الهجرة إلى أوروبا .

 لكن هذا المشكل والذي يتلخص في احتضان جبهة البوليزاريو ,  نزل بثقله و عكر الجو السياسي بين المغرب والجزائر . وعطل كثير من الانجازات الثنائية بما فيها الثقافية وتبادل الخبرات . و فرض على المغرب مغادرة الاتحاد الافريقي , وتم قطع تبادل الزيارات بين مواطني البلدين, وتشنجت الاوضاع أكثر, ويمكن الحسم ان الاوضاع ا زدادت سوءا وجفاءا  منذ أحداث مراكش الارهابية سنة 1994.

اٍذا ما رجعنا الى الوراء فهناك تمة من المشاكل القديمة التي لازالت تؤرق المغاربة على الخصوص , وهي طرد حوالي 45 الف مغربي من الجزائر سنة 1975 بدون سبب ولا مبرر من فوق اراضيها  , مع العلم أن هذه الشريحة من المغاربة  والى يومنا هذا لازالت تطالب باسترجاع ممتلكاتها في الجزائر عبر الطرق الدبلوماسية الدولية , وهناك أيضا  مشكل اٍعادة رسم الحدود البرية بين المغرب والجزائر , والذي يتمثل في استرجاع تندوف وبشار وحاسي بيضة وقنادسة ,وهي الاراضي التي اقتطعها الاستعمار الفرنسي من الخريطة المغربية بموجب معاهدة تجمع المغرب وفرنسا في عهد سابق , تسمى معاهدة –  لا للا مغنية  –  بتاريخ 1845 بعد معركة أسلي سنة  1884 ضد فرنسا, والتي ترجع أسبابها  الى مساندة المغرب للشعب الجزائري في مقاومة الجيوش الفرنسية , وهي مدونة في سجل المعاهدات الدولية بمقر هيئة الامم المتحدة  .

اسباب التشنج عديدة تتقدمهم أطروحة خوف الجزائر من  المد المغربي في المنطقة , وبالتالي الاستيلاء على رأس قيادة المنطقة الاقليمية استراتيجيا وسياسيا وثقافيا وروحيا واقتصاديا . خاصة أن التاريخ يسجل توغل المغرب في افريقيا في عهود سابقة , كما يرجع له – اي المغرب –  الدور الطلائعي  الكبير أيضا حين وعند الفتح الاندلسي .

 فيما المغرب يوجه أصابع الاتهام التي تقف وراء الصراع  الى خوف الجزائر بالمطالبة بالاراضي المقتطعة من خريطته اٍبان الاستعمار الفرنسي الى حضيرة الوطن الام , وهو النهج الذي سلكته ولازالت تمارسه اٍسبانيا مع المغرب حيث تساند الصحراويين المغاربة المتعاطفيين مع جبهة البوليزاريو لكيلا  يطالب  المغرب باسترجاع مدينة سبتة ومليلية وبعض الجزر المسلوبة  .

 هناك احتمال ثالث تتداوله الكواليس المغربية والذي مفاذه أن للجزائر رغبة ملحة في الوصول الى مشارف المحيط الاطلسي من خلال جبهة البوايزاريو التي ما فتئت تساندها  في المحافل الدولية حتى يتحقق الهدف المرسوم .

وأخيرا هناك سببان كبيران وخفيان واللذان ليسا بأيدي الجارتين المغرب والجزائر , الاول هو القوى العالمية التي تتفرج على الوضع دون أن تغلب طرف على آخر , وهي طريقة ذكية محبكة بذهاء كبير حتى يتم فصل العالم العربي الشرقي عن دول شمال افريقيا , وبالتالي خلق توازن استراتيجي اٍقليمي على مستوى العالم  العربي الاسلامي و القارة الافريقية أيضا , ويظهر ذالك جليا من حيث تعطيل منظمة الوحدة الافريقية وجامعة الدول  العربية  .

أما الثاني فهو الارتهانية والاحتكار من خلاال التقسيم  على مستوى السياسية الدولية بضريعة تكتلات متحالفة باطنيا , ومنقسمة ظاهريا , وهو الطابع الجديد والذكي الذي يؤمن التفرقة بين الدول من جهة , و يرسخ التبعية الثقافية والاقتصادية والسياسية  وغيرها من جهة أخرى