في إطار تنفيذ إستراتيجية ترمي إلى تلقين الأجيال الجديدة من الأئمة و المرشدين و المرشدات قيم ديننا الإسلامي الحنيف،نظم معهد جسر الأمانة لتكوين الأئمة بأونفرس يوم الجمعة 13 يونيو 2014 يوما دراسيا ناجحا تحت عنوان :
( جسر الأمانة واقع و أفاق )،اللقاء عرف حضورا جماهيريا كبيرا إن دل على شيئ فإنما يبرهن على الإهتمام الكبير الذي توليه الجالية المسلمة ببلجيكا عامة و بأونفرس خاصة لكل الأنشطة الهادفة التي تسعى إلى تنوير أفراد جاليتنا المسلمة و أفراد الديانات الأخرى بنبل و سماحة رسالة الدين الإسلامي الحنيف .
اللقاء أفتتح بأيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحضور الشيخ المقرئ الأستاذ الورودي محمد أستاذ القرأن و القراءات بمعهد جسر الأمانة،بعدها تناول الكلمة رئيس المعهد الدكتور عبد الرحمان بن علوش الذي أعطى نبذة موجزة عن المعهد بإعتباره أول معهد إسلامي عالي ببلجيكا تطلب إنجازه مدة سبعة سنوات و مصاريفه المالية وصلت إلى حدود مليون و نصف أورو،ساهمت فيها وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية المغربية بتسعمائة ألف أورو،كما وجه الشكر إلى كل من ساهم سواء من بعيد أو قريب في تشييد هذا الصرح الديني الكبير و خص بالذكر معالي سفير صاحب الجلالة ببلجيكا و اللوكسمبورغ السيد سمير الدهر و السيد القنصل العام بأونفرس السيد محمد زين العابدين و السيد أحمد الصروخ الذي يرجع له الفضل الكبير في توفير الأرضية الخصبة للبناء و السلطات الحكومية المغربية و البلجيكية،كما تطرق للإتفاقية المبرمة مع كلية أصول الدين بتطوان و جامعة القرويين بفاس،و ذكر بأهداف المعهد السامية التي أنشئ من أجلها و هي متعددة من جملتها سد ثغرات مهمة في مجال تكوين الأئمة وفق أساليب علمية تتناسب مع الواقع المعاش ببلجيكا .
كلمة القنصل العام بأونفرس السيد زين العابدين محمد أشادت بفكرة إنشاء المعهد و المجهودات الجبارة التي قام بها الساهرين على هذا الصرح الديني الكبير معلنا كما هي عادته دائماً عن فتح أبوابه لكل المبادرات الجادة و الهادفة.
رئيس الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا الأستاذ الإسماعيلي نور الدين دعا إلى ضرورة الوقوف إجلالا و إكراما للجيل الأول الذي يرجع له الفضل الكبير في بناء المساجد ببلجيكا مقدما لهم الشكر الجزيل على صنيعهم،و ذكر بالمجهودات الجبارة التي قامت بها الدولة البلجيكية فيما يخص الأئمة سواء من الناحية القانونية أو الإقتصادية حثا إياهم على ضرورة مواكبة خطاباتهم للواقع المعاش ببلجيكا على إعتبار أن الإمامة ببلجيكا ليست هي الإمامة في البلد الأصلي موجها تنبيها مهما بضرورة الإبتعاد عن الخطاب التحريضي المتطرف الذي لا يمت لديننا الإسلامي السمح بصلة.
السيد المسعودي محمد نائب رئيس المعهد و عضو المجلس العلمي المحلي و من باب الإنصاف تطرق للدور المهم الذي لعبه العلامة الشيخ حسن بن الصديق في المجال الدعوي و في نشأة المجلس العلمي المحلي الذي قام بمنجزات مهمة بتنسيق محكم مع جميع الجهات المسؤولة،موجها نداء لأولياء و أباء فلذات أكبادنا بضرورة تسجيلهم في المعهد لإتمام دراستهم حتى يعم الخير الجميع.
السيد صلاح الشلاوي في كلمته القيمة أدان و بشدة العمل الإرهابي الجبان الذي أودى بحياة أبرياء بالمتحف اليهودي ببروكسيل مستغربا من تجاهل وسائل الإعلام لغاية في نفس يعقوب لوفاة شخص من جنسية مسلمة في هذا الحادث الإرهابي الشنيع الذي تشمئز منه النفوس و تقشعر منه الأبدان،كما إستعرض التطورات المهمة التي عرفها مجال الإمامة ببلجيكا في ظل المناخ الملائم الذي وفرته الدولة البلجيكية ليبقى بذلك دور الإمام يهدف إلى فهم تعقيد الواقع المسلم اليوم ببلجيكا إنطلاقا من رؤية متعددة الإختصاصات(تاريخ،إلهيات،علم الإجتماع،القانون)،كل هذا لتقديم رؤية تاريخية للدين الإسلامي و أسس العقيدة الإسلامية السمحاء،كما يجب على الأئمة ضرورة تعلم لغة البلد المستضيف و أن لا يظلوا منعزلين في مساجدهم حيث يلقي بعضهم خطبا لا تمت بصلة إلى الواقع المعيش في هذا المجتمع الغربي و قد تعتبر أحيانا متطرفة و خطيرة على السلم الإجتماعي و الديني و هنا تبرز الحاجة إلى ضرورة فهم أفضل لتنوع الإسلام ببلجيكا و التمييز بين الصالح و الطالح و الإبتعاد عن الصور النمطية عموما عن الإسلام و المسلمين و من جهة أخرى العمل على تثقيف أفضل لأفراد الجالية لتعيش في تناغم مع قوانين بلد الإقامة بلجيكا دون الإنسلاخ بالضرورة من عقيدتهم،وفي الختام تمت تلاوة أيات بينات من الذكر الحكيم ألقاها الطالب يونس و الطالبة وسيمة،و ختاما أستحضر قول الشاعر العربي:( و لم أر كالمعروف أما مذاقه فحلو و أما شكله فجميل) و رسولنا المصطفى عليه الصلاة و السلام يقول:( من أسدى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تستطيعوا أن تكافئوه فادعوا له حتى تظنوا أنكم قد كافأتموه..ومن قال لك جزاك الله خيرا فقد بالغ في الثناء).