سلط مشاركون في ملتقى حول موضوع “التهديد الإرهابي في أوربا والإسلاموفوبيا” نظم خلال هذا الأسبوع، بألميريا (جنوب إسبانيا) الضوء على تجربة المغرب في مجال محاربة التطرف والغلو وتكريس قيم الوسطية والاعتدال والتسامح.

 

وأكد المشاركون في هذا الملتقى الذي نظمته “جمعية البيئة والتربية” بتنسيق وتعاون مع مجلس الجالية المغربية بالخارج ومركز الدراسات حول الهجرات والعلاقات الثقافية التابع ل “جامعة ألميريا” على أهمية الجهود التي تبذلها المملكة المغربية على المستوى الوقائي وذلك من خلال تدبير الحقل بالارتكاز على ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف والإرهاب.

 

كما ناقش المتدخلون في هذا الملتقى الذي حضره مجموعة من الباحثين الجامعيين والأكاديميين والخبراء من المغرب وإسبانيا أنجع المقاربات التي يجب اعتمادها لمواجهة التطرف داخل أوساط الجاليات المسلمة المقيمة بالخارج وكذا للتصدي لظاهرة الخوف من الإسلام (إسلاموفوبيا) مشيدين بالتجربة التي راكمها المغرب في مجال تكوين الأئمة والدعاة الذين يفدون من العديد من الدول.

 

وقال الدكتور عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج إن المغرب أضحى يشكل دعامة أساسية ومحورية في ميدان محاربة الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي مشيرا إلى أن مرتكزات وأسس الهوية المغربية ترفض مختلف أشكال التطرف.

 

وأضاف أن تدبير الشأن الديني بالمغرب الذي يرتكز على مؤسسة إمارة المؤمنين يشكل حصنا منيعا ضد الأفكار الظلامية الهدامة وكل أشكال التطرف وذلك بفضل قيم التسامح والإخاء والوسطية والاعتدال واحترام الآخر التي ترسخت ضمن مقومات الهوية المغربية.

 

ولمواجهة آفة الإرهاب الذي لا دين ولا وطن له أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن جميع الدول مدعوة إلى تنسيق جهودها وتقوية وتعزيز التعاون فيما بينها مشيرا إلى نموذج التعاون والتنسيق الأمني الجيد الذي يجمع بين كل من المغرب وإسبانيا.

 

كما أبرز دور الجاليات المسلمة المقيمة بالخارج في ميدان محاربة الإرهاب والتطرف والعنف مؤكدا أن من شأن مثل هذا اللقاءات أن تشكل مناسبة لمناقشة إشكالية الإرهاب وانعكاساته السلبية على الجالية المسلمة بأوربا بصفة عامة وفي إسبانيا على وجه الخصوص.

 

وذكر في هذا السياق بالهجمات الإرهابية التي نفذت بأوربا خلال السنتين الماضيتين ومن بينها الهجمات الإرهابية التي ضربت برشلونة وكامبريلس بإسبانيا والتي خلفت العشرات من الضحايا من بين الأوربيين دون تمييز في العرق أو الدين مشيرا إلى أن المشاركين في هذا اللقاء سيحاولون الخروج بتوصيات ومقترحات ملموسة سيتم تنزيلها على أرض الواقع بشراكة مع مختلف المؤسسات والهيئات الإسبانية من أجل مواجهة التحديات التي تطرحها إشكالية الإرهاب والتطرف.

 

وشدد في هذا الإطار على ضرورة تكريس وإشاعة الخطاب الديني المسؤول بين أفراد الجاليات المسلمة المقيمة في الخارج وكذا المنفتح والإيجابي الذي يكرس التعايش واحترام الآخر داخل المجتمعات المستقبلة لهذه الجاليات مؤكدا أن على هذه المجتمعات بدورها أن تضمن الحقوق الدينية والثقافية للجاليات المسلمة.

 

ومن جهته أكد الحسن بلعربي رئيس “جمعية البيئة والتربية” على ظاهرة الخوف من الإسلام التي أضحت تعرف امتدادا في المجتمعات المستقبلة لأفراد الجاليات المسلمة مشيرا إلى أن هذا الخوف وهذا الاستعداء للإسلام يشكل عائقا حقيقيا أمام مقاربات إدماج أفراد هذه الجاليات.

 

وأوضح أن الجالية المسلمة بأوربا غالبا ما تكون ضحية مرتين للعمليات الإرهابية التي تتعرض لها بعض البلدان حيث يتعرض بعض أفرادها للقتل كباقي الضحايا كما أنهم يعانون من تبعات هذه الهجمات التي تفرز تنامي مشاعر الحقد والكراهية والرفض اتجاههم.

 

وشدد على ضرورة دعم فعاليات ومكونات المجتمع المدني خاصة الجمعيات المغربية في الخارج وذلك لمساعدتها على تأطير الشباب وتسهيل عمليات اندماجهم في المجتمعات المستقبلة مع المحافظة على القيم والمبادئ التي ترتكز عليها الهوية المغربية.

 

واستهدف هذا اللقاء الذي حضره باحثون وخبراء وأكاديميون من المغرب وإسبانيا بحث ومناقشة مجموعة من القضايا والمواضيع التي تهم التطرف والتهديدات الإرهابية بأوربا وما تخلفه من استعداء للإسلام والمسلمين.