أشاد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج الدكتور عبد الله بوصوف باختيار “قافلة السلام الامريكية” الرسو في محطة المغرب اجل نشر رسالة السلام من خلال بناء الثقة والتعاون بين الأديان تفعيلا لإعلان مراكش التاريخي لحقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي الصادر في يناير 2016.

 

وقال الدكتور عبد الله بوصوف  في كلمة له يوم الخميس 26 أكتوبر 2017 بالرباط ضمن المؤتمر الذي تنظمه  وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بشراكة مع “منتدى السلام في المجتمع الاسلامي”، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن مفهوم القافلة في حد ذاته هو رمز للأمن والسلام ومعرفة الآخر معرفة حقيقية مما يزكي الوئام وتحالف الحضارات وتناقح الثقافات.

 

واعتبر الدكتور عبد الله بوصوف بأن أشغال هذه القافلة التي احتضنها المغرب لمدة يومين وكذا زخم اقتراحات المشاركين فيها من مختلف الديانات السماوية أكدت الانزياح التام عن الانتماءات الخصوصية والالتزام بتحسين صورة الإنسان وبناء مجتمع متعدد متسم باحترام الآخر وتجديد القيم الخصوصية انطلاقا من التبادل والاحتكاك بين الثقافات؛ مبرزا بان مفهوم “الأخوة الإيمانية” تجمع جميع المؤمنين بمختلف دياناتهم من اجل البناء المبني على معاني إنسانية وهي فكرة الشيخ عبد الله بن بية، رئيس منتدى السلام في المجتمع الإسلامي، من خلال هذه القافلة.

 

التعدد الديني في المغرب:

 

وعن اختيار المغرب لأن يكون منطلقا لإعلان مراكش التاريخي لحقوق الأقليات، قال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية الدكتور عبد الله بوصوف إن المغرب عاش عبر تاريخه الطويل هذه الأخوية الإيمانية من خلال تساكن وتجاور المسلمين مع اليهود والمسيحيين، في ظل إمارة المؤمنين.

 

ومن بين مظاهر هذا التعايش الديني والثقافي هو اشتراك اليهود والمسلمين المغاربة في تقدير مجموعة من نفس الصالحين، وكذا حرص المغرب على احترام وحماية حقوق الأقليات الدينية من خلال ترميم المقابر والبيع اليهودية وكذا المحافظة على الكنائس المسيحية بمختلف توجهاتها والتي يتجاوز عددها في المغرب اليوم المائة كنيسة.

 

كما شدد  الدكتور عبد الله بوصوف بهذه المناسبة على أهمية التعدد الثقافي في تشكيل الهوية المغربية وكذا تعدد الروافد المكونة للشخصية المغربية والتي أوردها دستور 2011، وعلى أهمية الرافد اليهودي الذي أغنى الثقافة المغربية وأثر فيها وتأثر بها لدرجة أننا ‘لا يمكن أن نفهم الشخصية المغربية المسلمة دون أن ندرك بعدها اليهودي، كما لا يمكن فهم الشخصية المغربية اليهودية من دون إدراك بعها المسلم”، يقول بوصوف مضيفا بان “المغاربة يعتزون بالرافد اليهودي وما إعطاء الأسماء اليهودية الأصلية لبعض شوارع وأزقة مدينة مراكش على سبيل المثال سوى تأكيد على تصالحنا مع الذات في تنوعها وتعددها”.

 

وفي نفس السياق أشار الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج الدكتور عبد الله بوصوف أمام وفد من أكبر رجالات الديانات الإبراهيمية في الولايات المتحدة الامريكية والعالم الإسلامي إلى أن الفضل في استقرار المغرب الروحي يعود بالأساس إلى إمارة المؤمنين التي تحمي المؤمنين بمختلف طوائفهم معتبرا إياها أرقى نظام سياسي يحفظ حرية ممارسة الشعائر الدينية في مختلف المساجد والبيع وحتى الكنائس المتواجدة في مختلف المدن المغربية قبل الفترة الكولونيالية بقرون عديدة.

 

وشهد اليوم الختامي لأشغال “قافلة السلام الامريكية” تلاوة التقرير البيان الختامي الفتي تناوب عليه ثلاثة رجال دين يمثلون الديانات السماوية الثلاث، وكذا تلاوة برقية شكر وامتنان مرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، من طرف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، احمد التوفيق، باسم المشاركين في أشغال هذا المؤتمر.

 

 وبعد محطة الرباط ستواصل القافلة المنطلقة من أبو ظبي، رحلتها في اتجاه العاصمة الأمريكية واشنطن بهدف إشاعة قيم السلام في العالم ومحاربة الكراهية والتطرف، ومناقشة سبل تعزيز قيم التسامح المشتركة بين الأديان السماوية.