كشف “بانتيون فيرميرين” وهو استاذ فرنسي متخصص في التاريخ المغاربي المعاصر بجامعة السربون بباريس، ان مافيا الريفية ببلجيكا تجني 10 مليار دولار سنويا من الاتجار في المخدرات .
وربط بانيتون الذي عاش في المغرب ومصر وتونس، بين الاتجار في المخدرات ببلجيكا، وتنامي الحركات الارهابية في هذا البلد، الذي وصفه بالقاعدة الخلفية للجهاديين باوروبا.
واعتبر استاذ التاريخ في مقالة تحليلية حول الارهاب، ان تواجد 500 الف مغربي على اراضي بلجيكا، قد يجعل التطرف خارج سيطرة الدولة، نظرا لنزوع الشباب المغربي اما للجريمة المنظمة، او للتطرف الديني الذي لا يتوافق مع اسلامهم المعتدل.
وتناول بانتيون في مقالته تاريخ هجرة ابناء الريف الى الخارج ، ابتداء من الهجرة نحو الجزائر، تم الهجرة نحو اوروبا للعمل في المناجم، مشيرا ان سياسة التهميش والإقصاء التي نهجتها الدولة المغربية، اتجاه هذه المنطقة هي التي دفعت ابناءها للهجرة لاوروبا بحثا عن لقمة العيش.
كما تطرق الى مجموعة من الاحداث التي عرفتها منطقة الريف، بدا بالاستعمار الاسباني، وتأسيس جمهورية الريف من طرف محمد بن عبد الكريم الخطابي، وقصف المنطقة بالغازات السامة، الى القمع الذي تعرضت له انتفاضة سنة 1958.
واعتبر كاتب المقال ان تراجع صناعة التعدين في اوروبا، والتسريح الجماعي للعمال المناجم، ادى الى تفشي البطالة في صفوف ابناء المهاجرين، حيث تحولت هذه الازمة الى اصولية دينية، دعمتها مجموعة من العوامل الاخرى “كالثقافة الانعزالية والعداء للنظام المغربي، ورفض الدولة، والحرية الدينية، وشبكات الاتجار في المخدرات، وحرية الحركة لشينغن، وعدم وجود شرطة فعالة، والمخلفات التاريخية الكارثية، والاستياء، وثقافة العنف…”.