يتهيأ المغرب للجلوس الى مائدة المفاوضات مع جبهة البوليزاريو خلال شهر يناير من سنة2014 , بتنسيق الامم المتحدة التي ترعى هذا الملف منذ سنوات عدة , ويعتبرهذا اللقاء التاسع من نوعه بشأن الصحراء المغربية التي تم استرجاعها من دولة الاسبان سنة 1975  بمسيرة خضراء سلمية كبيرة تناقلتها جل وسائل الاعلام العالمية آنذاك.

لكن هذه المرة سوف تعقد المفاوضات في سرية تامة بدون حضور الاطراف الاقليمية في النزاع – أي الجزائر وموريطانيا –

الجانب المغربي يقترح حكم ذاتي تابع الادارة المركزية ,مع تمكين أبناء المنطقة من مناصب عليا في التسيير واٍعداد البرامج التنموية التي تتماشى وطبيعة الثقافة الحسانية , وهو ما يجسد الحفاظ على  الهوية الصحراوية التي هي قوام ومرجع ورابط  قيم  لجل الصحراويين المغاربة .

الجانب الثاني وهي  جبهة البوليزاريو الناطق الرسمي والثوري للصحراويين في مخيمات تندوف وبعض الصحراويين القاطنيين فوق الاراضي الصحراوية التي هي داخل الحدود المغربية, تتشبث باٍجراء استفتاء عام  لسكان المناطق الصحراوية لمعرفة من تؤول  اليه رعاية شؤون الصحراء المسترجعة.

جدير بالذكر أن هناك متمردون فكريا وسياسيا من سكان المناطق الصحراوية المغربية الذين يعيشون في مخيمات فوق التراب الجزائري تسمى بمخيمات تندوف ,اٍلا أن  الفترة الراهنة التي تمر منها الجزائر على مستوى الاستقرار الاجتماعي وعلى مستوى المشاورات الخاصة برئاسة الجمهورية  في الايام القادمة من جهة ,والزيارة التي قام بها الملك محمد السادس الى الولايات المتحدة الامريكية لتوضيح رؤية المغرب في موضوع الصحراء من جهة ثانية ,وكذا دولة فرنسا التي تميل أكثر الى المقترح المغربي ,وعامل الزمن الذي يدفع باليأس في قلوب الصحراويين الذين يطمعون في الاستقلال , سوف يجعل هذه المفاوضة التاسعة بين المغرب وجبهة البوليزاريو غير مثيلاتها السابقة .

الجميل في هذه المفاوضات اٍن صح التعبيرأن المغرب كدولة  يتفاوض مع جبهة مكونة من مغاربة صحراويين ,أثرت فيهم ثقافة الاستعمار وأدركتهم عدوى التحرير في وقت التكتلات .