بمبادرة قيمة من اللجنة الإدارية لمسجد الصراط بنيوخاين نواحي أوتريخت الهولندية ممثلة في رجل الأعمال الناجح بهولندا سعيد بن دادة و رفيقه في مسيرة الخير و الإحسان رجل الأعمال الشاب زريوح مرزوق و بتنسيق محكم مع جندي الخفاء بالديار البلجيكية الأخ حسن مصباح،نظمت بمسجدي البراق و مسجد ميخلن ( السنة ) بمدينة مالين البلجيكية محاضرة قيمة قام بإلقائها فضيلة الداعية الشيخ الجليل الصادق بن إبراهيم من الأزهر الشريف بمصر الشقيقة، تمحورت حول كيفية نصرة الرسول المصطفى عليه الصلاة و السلام الذي إصطفاه الله حبيبا منذ القدم و جعله سيد ولد آدم و أسبغ عليه النعم و خصه بالمكارم و آتاه جوامع الكلم و رفع أمته المحمدية على سائر الأمم،لكن في وقتنا الحاضر نجد بأنه يتواجد من هم من بني جلدتنا من يؤذي رسول الله صلى الله عليه و سلم،أليس الظالم منا مؤذيا لحبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم؟أليس الذي أخذ ميراث أبيه و حجب أخواته البنات أو ظلم زوجته أو ظلم يتيما و هو وصي له،أو حارب دين الله عز و جل أو خرجت إمرأة مسلمة من أب مسلم و أم مسلمة متبرجة إلى الطريق العام تفضح بزينتها ما ستر الله عز و جل؟أليس التاجر المحتكر لسلعته قد آذى الحبيب عليه الصلاة،أليس المعلم الذي لا يراعي أبناءنا و بناتنا في تعليمه و تدريسه و يقوم بإبتزاز أموال الأبناء و الأمهات في الدروس الخصوصية،و كذلك الطبيب الجشع الذي لا يتقي الله و لا يخلص في مهنته،أليس هؤلاء كلهم من الذين أذوا النبي عليه الصلاة؟يعني ليس الإيذاء من الأخر فقط و لكن الإيذاء منا،فلما أَذًى كثير منا رسول الله،تجرأ الأخرون على النيل أو إرادة الإيذاء و السخرية و حاشاه رسول الله من هؤلاء و من هؤلاء.

الشيخ إبراهيم الصادق أوضح بأن صميم المحبة للرسول صلى الله عليه و سلم تتمثل في الإشتغال بمعرفة سيرته بقصد التأسي و الإقتداء بما كان عليه من كريم الخصال و محاسن الأفعال و الأقوال،و معرفة شمائله و دلائل نبوته التي تعمق إيمان المسلم بصدق نبوته،و تزيد في محبته و تعظيمه صلى الله عليه و سلم،بإعتباره قدوة حسنة مرتضاة من الله تعالى لكافة البشر لم تشهد البشرية عظيما مثله إذ إختصه الله بكل الكمالات التي تشرق في كل جانب من جوانبها و تضيئ في كل لمحة من لمحاتها حتى إستحق أن يصفه الله عز و جل في سورة المائدة الأية 15 ( قد جاءكم من الله نور و كتاب مبين ).

الشيخ إبراهيم الصادق أدان و شجب بكل قوة بالعمل الإرهابي الذي تعرضت له صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية،الذي يتنافى و يتناقض مع ديننا الإسلامي الحنيف الذي ينبذ و يرفض رفضا قاطعا و جازما العنف و الإرهاب و التطرّف بشتى أشكاله،و يحرص في الوقت ذاته في عقيدته و شريعته على أن تقوم العلاقات بين الأفراد و المجتمعات على التعاون على البر و التقوى و الإبتعاد عن الإثم و العدوان و سفك دماء الأبرياء الذي تقوم به اليوم شرذمة من أصحاب القلوب المريضة من الدواعش و الدواحش،الذين لم يستوعبوا و لم يدركوا بعد بأن الإسلام حافل بالمواعظ في التسامح و السلام و لنا في رسولنا المصطفى عليه الصلاة و السلام أكبر برهان على قمة التسامح التي تتجلى في أحسن صورها حينما فتح مكة فقال لأهلها الذين أذوه أشد الإيذاء :(ما تظنون أني فاعل بكم؟)قالوا:أخ كريم و إبن أخ كريم،فقال لهم صلوات الله و سلامه عليه(إذهبوا فأنتم الطلقاء)،نعم السماحة و نعم العفو عند المقدرة.

المحاضرتين القيمتين التين ألقاهما فضيلة الشيخ إبراهيم الصادق لقيت إستحسانا كبيرا من الحاضرين بحكم أنها تضرب في الصميم الواقع المعاش بأوربا الذي يجب فيه على الجالية المسلمة المقيمة بديار الغربة أن تفهم عمق الرسالة العالمية السامية التي جاء بها رسولنا الأمين للبشرية جمعاء بدون إستثناء و تنفتح على الأخر و تحترمه ليعيش الكل في الرخاء و الأمن و الطمأنينة.

و في الختام لا تفوتنا الفرصة دون تقديم الشكر الجزيل للجنة الإدارية لمسجد ميخلن ( السنة )،و للجنة مسجد البراق على حسن الضيافة و توفيرهما للأجواء الملائمة لتمر هاته المحاضرتين المهمتين على أحسن ما يرام.

تغطية الشرادي محمد-التصوير للزميل زريوح مرزوق-