افتتح الفنان التشكيلي رشيد بنعبد الله مساء الجمعة الأخيرة، معرضه الجديد، الذي يستمر حتى العشرين من شهر نونبر الجاري، في اطار الدورة 11 لليلة الأروقة وذلك برواق النادرة بالرباط، من اجل ترسيخ روح التواصل والتقارب بين الفنانين، وتكريم الإبداع التشكيلي، المساهمة في نشر الثقافة الفنية والتوعية بجمالية الإبداع التشكيلي.

 

1

 

ويشكل هذا العرض الفني، الذي ينظم بالتعاون جمعية(ارتي كيلتير)، محطة جديدة في مسيرة هذا الفنان المتألق، الذي سبق وأن نظم العديد من المعارض داخل وخارج المغرب، ومن أبرزها المعرض الدولي للتسامح بمدينة شفشاون، رفقة عدد من التشكيليين من مختلف أنحاء العالم.

 

2

 

ويقدم بنعبد الله في هذا المعرض، باكورة من اللوحات الزاهية والمتقنة، والتي توزعت عبر ثلاث مواضيع او تيمات، أولها تيمة الحصان، ويعد الفنان من بين المتخصصين في رسمه في حالات واشكال مختلفة، ثم تيمة المرأة وما تحبل به من مشاعر وملامح انثوية رقيقة، اضافة الى لوحات تعنى بالموسيقى(احيدوس، كناوة)، واخرى خصصها الفنان للبورتريه، حيث احتفى بالعديد من الوجوه، وخاصة منها الفنية كالراحلة الشعيبية وعبد الوهاب الدكالي، والشاب عاقيل، والراحلين محمد بسطاوي ومحمد رويشة، والمطربة لطيفة رأفت، وهشام ابراهيمي، والراحلة ديانا، ثم

وتشكل لوحات بنعبد الله في مجملها، رحلة فنية ممتعة، يمتطي من خلالها المتلقي صهوات خيول مطهمة، تسافر به في زهو عالي، عبر التاريخ المغربي والعربي الأصيلين، حيث يكاد يسمع عبر طوافه صوت حوافرها، وصهيلها، ورائحة بارود فرسانها وهي تطلق اشارة النصر عند خط النهاية.

 

3

 

إعمال رشيد بنعبد الله في هذا السياق، عبق موسيقي ورومانسي أنيق حين يكرم المرأة في شكل عروس، او من خلال وداعة طفولة تحب الحياة اكثر من اللازم، فضلا عن حياء عذارى تبتسم في خجل اسطوري، حيث القصيدة الشعرية تينع على خصلات شعرها كالزهور، وعلى محياها حين تبتسم كورد الصباحات الحالمات.

 

5

 

وقال بنعبد الله في تصريح بالمناسبة ان معرضه الجديد هو ثمرة تجربة فنية امتدت لسنوات، يحاول من خلالها بسط عنفوانها الفني، وطقوسها الابداعية لدى المتلقي، لكي يكتشفها، وهي كلها إشكالات وجدانية تسائل في العمق الجمال الطبيعي، وسحر الهوية والطقوس والعادات المغربية والعربية في الاحتفال بالفرس، كرمز من رموز النخوة والتاريخ والحضارة، معتبرا تجربته الجديدة بعد معارض كثيرة نوعا من الصحوة الفنية للدخول الى عامل التشكيلي عبر مشاريع ورؤى فنية مستقبلية تسعد الجمهور والنقاد بشكل عام.

 

6

 

واشار الى ان هذا المعرض هو تكريم للتراث، والحصان، ومن خلاله فروسيتنا الوطنية وبطولاتنا العربية التي يجب ان يعاد لها الاعتبار، اضافة الى استنطاق السحر والجمال الأخاذ من ملامح نسائية في الزمان والمكان، ثم اعادة اكتشاف عوالم عدد من الفنانين والوجوه، وذلك من خلال إعادة رسمها ضمن بورتريهات تمجد قيمة الإنسان وتكريمه عبر الريشة والألوان، بطريقة او بأخرى، حتى يكون الفن التشكيلي الذي نمارسه نوعا من الإبداع الخلاق، الذي يعيد تشكيل العالم وفق رؤية فنية تخلق المتعة البصرية لمتلقي وهذا هو الأساس.

 

 

المصطفى الصوفي/الرباط.