تنزيلا لمشاريع القانون الإطار 51.17 الخاص بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وفي إطار تفعيل النموذج التنموي لبلادنا تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، و استعدادا للدخول المدرسي 2022/2023، أعلنت الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين عن مباريات توظيف الأطر النظامية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. إن الوزارة وفي إطار سعيها لتحقيق الجودة والإنصاف، قامت باتخاذ قرارات سيكون لها الفاعلية والأثر الإيجابي على المنظومة التربوية ببلادنا.

إن المصلحة الفضلى للتلميذ هي فوق كل اعتبار، على هذا الأساس، جاءت مباريات التوظيف ببعض المستجدات ترمي إلى تجويد المدخلات، نذكر من بينها تعزيز جاذبية مهن التدريس ودراسة مدى حافزية المترشحين، إضافة إلى تثمين مسار الإجازة التربوية في أفق جعلها رافدا أساسيا لولوج المهنة، هذا، مع الحرص على الاستثمار الأمثل في الطاقات الشابة للمجتمع، وذلك عبر تكوين أساس يمكنهم من اكتساب المعارف والكفايات الضرورية لمهنة التدريس، إضافة إلى تكوينات مستمرة تروم مواكبتهم لكافة المستجدات المرتبطة بمنظومة التربية والتكوين والتغيرات التكنولوجية التي يعرفها العالم.

إن دلالات شعار ” من أجل نهضة تربوية رائدة لتحسين جودة التعليم” هي عميقة في مضمونها، ولا يخفى على أحد المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتق الأطر التربوية. من هذا المنطلق، كان لزاما اعتماد مبدأي التميز والتفوق في انتقاء الموارد البشرية القادرة على رفع رهان الإصلاح، والتي بإمكانها استثمار معارفها السابقة، إضافة إلى مضامين مجزوءات التكوين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين من أجل الرقي بالتعلمات تحقيقا لمبدأ الإنصاف لفائدة كافة تلميذات وتلاميذ وطننا الحبيب.

إن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في هذا الصدد تسعى إلى إرساء مسار مهني جديد للمدرس يهدف إلى تقوية جاذبية مهنة التدريس لدى الطلبة المتفوقين، مع حث المدرسين المزاولين على تحسين أدائهم عبر توفير المزيد من إمكانيات الترقي في مسارهم المهني.

إن النصوص التنظيمية المعمول بها تسمح للوزارة بتحديد سن الترشح، والأمر ليس حكرا على قطاع التربية والتكوين، هذا مع التأكيد على أن الأمر كان معمول به سابقا. إن أوراش الإصلاح المفتوحة ومضامين مشاريع القانون الإطار تتطلب استثمار كل الطاقات الكفيلة بتحقيق النهضة التربوية المأمولة، على هذا الأساس، فإن انتقاء مترشحات ومترشحين شباب ممن اختاروا مهنة التدريس سيمكن من التطوير التدريجي للكفايات المهنية والسلوكية للمدرسين في أفق بلوغ الخبرة المطلوبة. إضافة إلى ذلك، سيمكن الأمر من الاستثمار في التكوين الأساس والمستمر ومراكمة التجارب والخبرات في المجال.

بقلم ذ. منير النوالي

رئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة بمديرية التعليم بوزان