يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بحرقة ، أشرطة توثق للحالة المزرية التي يعيشها الحجيج المغاربة في البقاع المقدسة، و كيف أن هؤلاء الذين تدعي المملكة السعودية أنهم ضيوف للرحمان، يبيتون في أماكن لا يمكن وصفها، في وقت يدفعون فيه مبالغ هائلة من أجل زيارة الكعبة التي من المفروض أنها مكان مقدس يتقاسمه المسلمون عبر مختلف بقاع العالم.

الأشرطة التي التقطها حجاج مغاربة، فنشروها على حائطهم على موقع فايسبوك قبل أن يتم تداولها من طرف الاف النشطاء المغاربة، تظهر تهاون واستهتار البعثة المغربية الرسمية، و اهمالها للحجاج المغاربة، الذين أكد عدد كبير منهم عبر تدوينات و تصريحات صحفية على أنهم يعيشون على وقع البرد و الجوع و العطش، دون أن يجدوا من يساعدهم على تحمل تلك الظروف المزرية، التي تمخضت عن حادث منى.بينما ينزل بعض أعضاء البعثة الرسمية في الفنادق المصنفة، حيث يقضون أجمل اللحظات، في اطار حج مصنف بخمسة نجوم، لازال السواد الأعظم من الحجيج المغاربة، يبحثون فقط عن مكان صالح للنوم، و عن كوب ماء يروون به عطشهم ، و كأن الفوارق الطبقية ستظل ملازمة للمغاربة حتى أثناء وقوفهم أمام الله عز و جل، و لعل المتتبع للأشرطة المذكورة، الذي يعلم أين ينزل الأشخاص “في أي بي” في البعثة الرسمية سيستحضر لا محالة، مجالات المقارنة بين حي كاليفورنيا بالبيضاء و كاريان بن مسيك.و بمشاهدتنا لتلك الأشرطة، سنكتشف بأن الحكومة أصبحت ملزمة بإعادة النظر في هذه المسألة، من خلال تتبع الحجاج المغاربة، منذ تسجيلهم في لوائح ضيوف الرحمان الى حين عودتهم الى أرض الوطن، كما أنها يجب أن تتابع شركات الأسفار التي تتكلف بمثل هذه العملية من خلال الاتفاق على معايير يجب أن تتوفر في الخدمات المقدمة من طرفها لصالح الحجيج المغاربة، حتى تتمكن من حفظ كرامتهم كمغاربة مهاجرين في سبيل الله و حبا في رسوله عليه الصلاة و السلام.