أقدمت شابة صحراوية في العشرينات من عمرها، الخميس 21 غشت 2014، على الانتحار بدائرة “الكلتة” بما يسمى مخيم ولاية العيون، بعد أن بلغ  بها اليأس والكآبة مداه، وتكسرت كل آمالها وأحلامها على حجرة القهر والحرمان السائد بالمخيمات.

 

 

عائلة الشابة الهالكة أوضحت ان ابنتها حاولت مرات عديدة العودة إلى أرض الوطن عبر محاولاتها الحثيثة للاستفادة من برنامج تبادل الزيارات العائلية، لكن أملها في العودة تبخر بسبب توقف برنامج تبادل الزيارات مؤخرا بسبب تعنت جبهة البوليساريو وعراقيلها أمام السير العادي لاستفادة الصحراويين من البرنامج الأممي ذي الطابع الإنساني المحض.

 

الهالكة، حسب منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف، كان يحذوها الأمل في العودة إلى المغرب لما سمعت من أقاربها ممن زاروا الأقاليم الجنوبية، وما سردوه عليها من أخبار عن واقع العيش الكريم ومستوى التنمية والاستقرار بالمنطقة. وبعد توقف برنامج تبادل الزيارات أصبحت تفكر في المغامرة بالذهاب إلى المغرب مشيا على الأقدام  على غرار الآلاف ممن سبقوها بالعودة رغم ما تحمل المغامرة من مخاطر قد تودي بحياتها، كما حاولت غير ما مرة التحجج بالقيام بزيارات عائلية بغية تحين الفرصة للذهاب إلى موريتانيا ومنها إلى المغرب، إلا أن كل محاولاتها فشلت بل أصبحت مستحيلة بعد أن قررت عائلتها فرض مراقبة لصيقة عليها لمنعها من التنقل وحيدة بسبب التقاليد والأعراف وخوفا على حياتها بالدرجة الأولى.

 

هذا الوضع اعتبرته الشابة إعداما لرغبتها في الهروب من جحيم المخيمات، لتقدم وهي في ريعان شبابها على وضع حد لحياتها أمام استحالة عيشها في الظروف الصعبة بالمخيمات، وانتفاء أبسط شروط العيش الكريم وما تتطلبه شابة في عمرها من احتياجات تتوفر لأقرانها في كل بقاع الدنيا.

 

وقد شكل انتحار الشابة صدمة لعائلتها وذويها، وأصبح حادث انتحارها حديث الساكنة باعتبارها أول محاولة للانتحار داخل المخيمات، وسعت قيادة جبهة البوليساريو كعادتها إلى التعتيم على الخبر، وتقديم رواية رسمية من تأليفها لإقناع ساكنة المخيمات بأن الحادث كان نتيجة خلافات عائلية بسيطة، وهو الأمر الذي لم تجده الساكنة مقنعا خاصة أقارب وذوي الهالكة ممن يعلمون منذ مدة ليست بالقصيرة رغبتها الملحة في الخروج من المخيمات، ليكون في النهاية مصيرها الموت نتيجة اليأس والكآبة في المخيمات التي طالما كرهت التواجد بها.