يقع كلميم وسط شمال الجهة الجنوبية من المملكة ويمتد على مسافة تقدر بـ 10400 كلم مربع يحده من الجنوب الغربي إقليم طانطان، ومن الجنوب الشرقي اقليم أسا الزاك، ومن الغرب المحيط الأطلسي ومن الشمال إقليم تزنيت ومن الشرق إقليم طاطا. وتقدر ساكنته بـ 95749 نسمة، وكان يطلق عليها في السابق اقليم واد نون، وهو من أهم المناطق الحضارية في المغرب التي عرفت منذ أقدم العصور واستفادت من وجودها كملتقى للقوافل التجارية القادمة من فاس، مراكش، الصويرة وتلك القادمة من دول افريقيا جنوب الصحراء وبذلك أصبحت كلميم تحتل الصدارة في المبادلات التجارية وشكلت عاصمة للصحراء ومركزا حيويا للمبادلات التجارية في عهد السلطان المولى عبد الله، عرفت زيارة السلطان المولى الحسن في حدود 1301/1305هـ بما كان يطلق عليه برك السلطان لازال يحمل نفس الاسم وكذا قشلة عسكرية وقد أطلق عليه المغفور له الحسن الثاني في إحدى زياراته سنة 1981 باب الصحراء وينتمي الاقليم الآن إلى جهة كلميم السمارة ويتكون من مجموعة من القبائل التي تشكل فيما بينها كونفدرالية تكنا. ومن المؤهلات والمواقع السياحية التي يزخر بها الاقليم هناك المنطقة الساحلية التي تمتد على طول 80 كلمترا تقريبا تضم أوريورا وراس تكومبا والشاطئ الأبيض الذي يقع على بعد 65 كلمترا جنوب غرب مدينة كلميم الذي يمتاز بطقسه المعتدل واتساع فضائه وهدوء مياهه وصفاء رماله الممتدة على مساحة تتجاوز 40 كلمترا ومن المرتقب أن يحتضن هذا الموقع مشروع محطة ساحلية على الواجهة البحرية على مساحة تغطي 525 هكتارا محادية لوادي بوسافن وأكجكال بطاقة إيوائية تصل إلى 26 ألف سرير. ويعتبر هذا المشروع قطبا سياحيا جهويا سيلعب دورا رياضيا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للجهة ككل، كما أنه من المرتقب كذلك أن تتم الأشغال به في متم هذه السنة. وإلى جانب هذه المعلمة السياحية هناك العين المعدنية الكبريتية لأباينو، وتقع هذه الحامة على بعد حوالي 15 كلم جنوب غرب المدينة وأثبتت التحليلات جدوى مياهها وخصائصها الاستشفائية في علاج بعض التعفنات الجلدية خصوصا منها الطفيليات وكذا الاصابات الروماتيزمية. وتعرف هذه الحامة وجود منشآت للاستحمام وحوضين للسباحة مهيأين، إضافة إلى مرافق استقبال أخرى وإلى جانب هذه الحامة هناك حامة لالة مملوكة التي تتوفر هي الأخرى على منتوج استشفائي مهم . وتتميز المدينة كذلك بعدة معالم طبيعية كواحات النخيل المنتشرة بكل من جماعة أسرير، تغمرت، فاصك، تغجيجت، إفران الأطلس الصغير الممتدة عبر تراب الاقليم في تناسق بديع، والتي تمثل فضاء ومجالا حيويا لتنمية السياحة القروية والبيئية عبر تنظيم جولات سياحية على متن الإبل أو الدواب مما ساعد على إشراك الساكنة المحلية في تدبير هذا الفضاء البيئي. وللرفع من مواردها الذاتية والمساهمة في تحقيق تنمية محلية فقد تم عقد اتفاقية تتعلق بإنجاز برنامج محاربة التصحر ومحاربة الفقر عبر الحفاظ على الواحات وتأهيلها في إطار تشاركي بين البرنامج الأمم المتحدة للتنمية ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية وولاية جهة كلميم السمارة والمجلس الجهوي، ومن خلال ذلك سيتم القضاء على مرض البيوض وكذا التصحر الذي زحف على جزء مهم من هذه الواحات. مغارة كهف الحمام بأيت بوفون تقع على بعد 54 كلم من مدينة كلميم ويمتد هذا الكهف على طول 500 متر وعمق 60 مترا، ومن أجل استغلاله بشكل فعال يحتاج إلى تهيئته لتحويله إلى موقع سياحي جذاب، إذ يشكل موردا مهما يستهوي فئة معينة من السياح الأجانب الراغبين في اكتشاف وسبر اغوار وخبايا المغارات. هناك كذلك منطقة بوجريف والواقعة على بعد 40 كلم شمال غرب كلميم، وتوفر مجالا ملائما لهواة ورواد سياحة المغامرة لاكتشاف سر الصحراء اللا متناهي كما تحتضن العديد من اللحاقات الرياضية والسياحية الخاصة بالمغامرة وتزخر بمأثر تاريخية تتمثل في الثكنة العسكرية التي كانت تستغل كمعتقل وسجن. وتحتوي على مخزن للحبوب وعلى مربط للخيل تحيط به أبراج المراقبة التي تزيد التلال من مناعتها. ومن المعالم التاريخية الأخرى التي تعد مركز جذب للسياح بمختلف أنواعهم هناك موقع أمتوضي الذي يكتسي شهرة دولية لتوفره على قصبة “إدأوعيسى” التي تعتبر معملة تاريخية، ثقافية ومعمارية مهمة يرجع تاريخها إلى القرن السابع عشر وتشكل نقطة جذب واستقطاب للسياح القادمين عبر جولات أو رحلات سياحية من مدن مجاورة. ومن الجوانب الدينية التي تحظى باحترام ساكنة إقليم كلميم وكذا زواره الذين يتبركون منه هناك ضريح الولي الصالح سيدي الغازي الذي يعد من أهم الشخصيات التاريخية التي تنتمي لكلميم ومنطقة واد نون. و من الجوانب المميزة للمدينة هناك تنوع الموروث الشعبي الثقافي والفني للاقليم الذي يعرف مجموعة من الرقصات والفنون الشعبية التي لازال يحافظ عليها الى حدود الآن هناك رقصة الكدرة وهي جرة او قدر من الطين بدون مقبض تمدد عليها قطعة من جلد معز بعد إزالة ما بها من شعر. ورقصة الكدرة تتكون من مجموعة من المقاطع الصوتية وكذا مجموعة من الابيات الشعرية قد تكون مقفات بحرف واحد وكل بيت يطلق عليه تحمية لها مرجعية اصلية تتمثل في الادوات المستعملة في الصحراء، وهي القدرة حيث يحاط بها الجلد وتصبح بذلك طبلا قابلا للضرب والتطريب. ورقصة الكدرة ترتبط بالرجال الزرق في مدينة كلميم جنوب المغرب زيادة على رقصة كنكة والهرمة ورقصة الطبل وهي كلها رقصات معروفة بالمدينة ومتوارثة ولازالت مستمرة وتلقى اقبالا من طرف ساكنة كلميم والأقاليم الجنوبية الأخرى .وإلى جانب هذه المؤهلات الطبيعية المتنوعة التي ساهمت في النهوض باقتصاد المدينة هناك الفلاحة التي تعتبر من اهم دعائم اقتصاد الاقليم التي عرفت ساكنتها منذ القدم باحترافها للزراعة والرعي ويتوفر اقليم كلميم على أجود الأراضي الفلاحية داخل تراب الجهة ما بين بورية وسقوية ومع ذلك يبقى القطاع رهينا بالتساقطات المطرية وقد نتج عن تساقطات مطرية غير مسبوقة منذ عقود في البلاد فيضانات وسيول وادي “تلمعدرت” شمالي مدينة كلميم، ووادي تميسورت” في مدينة بويزكارن نتج عنه عزلة تامة عن المحيط الخارجي لكل من ساكنة واحتي أسرير وتيغمرت، والدواوير المجاورة لهما، وذلك بعد أن تسببت سيول الوديان في قطع كل الطرقات المؤدية للجماعة من وإلى مدينة كليميم، كما تسببت في اجتثات شجر النخيل المحاذي للأودية، وفي قطع التيار الكهربائي وشبكة الإتصالات عن واحة تيغمرت
وتظل زراعة الحبوب النشاط الرئيسي تليها زراعات أخرى كالخضروات والارجان وتربية الماشية التي يغلب عليها طابع الترحال عبر مناطق الرعي الواسعة . و زيادة على الفلاحة هناك قطاع الصناعة التقليدية، فكلميم تعتبر محجا للسياح الاجانب وتشهد تطويرا لصناعتها التقليدية وخاصة منها النقش على الخشب والفضة وصناعة الجلد، وتعد هي الاخرى نشاطا اساسيا لاقتصاد الاقليم الذي يتوفر على مجمع هام للصناعة التقليدية تبرز بفضل منتوجاته دقة ومهارة واتقان الصانع الكلميمي وكذا جودة المنتوج المتميز . وتعتبر الاسواق الاسبوعية وخاصة سوق امحريش الذي ينعقد كل يوم سبت أهم الاسواق بالجنوب الصحراوي ككل حيث يعرف توافدا كبيرا للسياح الاجانب خلال انعقاده كما يتميز بانعقاد اكبر سوق للجمال في المغرب الذي غدت شهرته عالمية