الاحزاب المغربية ركبت على كل شيئ لكي تفوز بالمقاعد سواء داخل الوطن أو خارجه .

في أروبا مثلا , كل حزب أسس جمعية تنشط وتعمل تحت أسماء مختلفة وبتعليمات الحزب الام .
وهكذا أضحى مغاربة العالم ضحية مؤامرة سياسية غير قانونية .
أقول غير قانونية , لانه لا يعقل أن تؤسس جمعيات وشبكات تابعة لحزب معين لكي تحصل على مساعدات مختلفة , واٍذا كانت جمعية غير منحازة  تريد أن تعمل بشكل مستقل عن الاحزاب فاٍنهم يحاولون – الاحزاب –  أن يركبوا على الحدث بأي ثمن  .
يؤسفني جدا أن هناك كفاءات تضيع بسبب هذه الاجراءات السياسية الغير السوية .
مرارا , ناديت بأن مجلس الجالية , الممثل الشرعي حسب القانون والدستورالمغربي  يجب اعادة النظر فيه , لكن النداء يعتبر كمن يصب الماء في الرمل .

هذا من جهة , من جهة أخرى , ودائما في الشق الذي هو مخالف  للد يموقراطية , فالسيد المشرف على مجلس الجالية هو نفسه المشرف على منظمة حقوق الانسان , وهو ما يعني أنه عندما يريد مهاجر مغربي أن يشتكي أو ينتقد الاشكالية فاٍنه يصتدم بشي غريب حيث المشرف الذي نشتكي منه هو الذي نشكي اليه .

مجلس الجالية دستوريا هو الممثل الوحيد في بنوذ الدستور المغربي لتمثيل مغاربة العالم الذي يصل عددهم الى خمسة ملايين, وهو رقم يشكل حسابات كبيرة  في الاقتصاد المغربي , حيث تعتبر عاءداته بالعملة الصعبة من الركائز الخمس التي يعتمد عليها الاقتصاد المغربي جنبا الى الفلاحة والفوسفاط والسياحة واالصناعة التقليدية والصيد البحري .

في سنة 2007 تم تعيين أعضاء بطرق ملتوية  , وهناك أكثر من دليل في هذا الموضوع حيث لم يتم ولو اجتماع واحد , ولم يصدر المجلس ولو تقريرا واحدا .

لا أعرف الاسباب التي تفرض على  أن يبقى المجلس على هاته الحالة , خاصة أن الاحزاب المغربية كما ذكرت تركب على أي حدث كي تظهر أمام المواطنين بمظهر حسن . علاوة على أنها ميعت العمل الجمعوي وبرمته من الهدف الاساسي  الذي ينبثق من المجتمع المدني ومن كفاءاته والفاعلين والنشطاء والمتحمسين .

بدون شك تضيع كفاءات مغربية كثيرة , كان باٍمكانها أن تعطي الكثير في ميادين عدة , خاصة وأن المغرب يمر بمرحلة صعبة سياسيا , وبالضبط في المساءل التي تتعلق بصورة المغرب واٍشعاع الحضارة والثقافة التي تشكل الهوية والوحدة الوطنية .

مؤخرا , ظهرت على السطح مشاكل لها علاقة بالدين , كانت البداية من أحداث باريس , ثم أحداث كولونيا , والتي أبانت أن هناك فراغ في العمل الجمعوي , حيث يتم استقطاب الشباب المغربي من مجموعات تدعي أنها من أهل الدعوة والاصلاح , وهي في الحقيقة , منابث لاستقطاب شباب محتمل تربيته على الفكر الجهادي لنتفيذ أعمال اٍرهابية  .

من الناحية التمثيلية الحقة , ظهرت أيضا مساءل التقاعد في هولندا , واللاجئيين في ألمانيا  واليونان , وفي غياب  أعضاء فريق مجلس جالية مغربية قوي ومحنك , فاٍن الامور تزيد تعقيدا .

ما يحتم اسراع  البث في اعادة النظر في تركيبة مجلس الجالية , هو أن الدول الاروبية التي تحتضن أكبر نسبة من مغاربة العالم – 80 في المئة – أصبحت تريد محاورا ملما بالمشاكل المطروحة قبل الوصول الى اثفاقيات رسمية .

وهناك مؤثرات جديدة دخلت على الخط في موضوع الجاليات بصفة عامة , أولها الحركات والاحزاب المناهظة للاسلام والاجانب في بلدان أروبية مختلفة , وهناك عامل آخر يسمى بصحافة المجتمع التي تشكل المادة الدسمة لمتصفحي المواقع الاجتماعية بجميع أشكاله .

مرارا كتبنا عن هذا الموضوع , وبيننا أن هناك طاقات وكفاءات أدبية وسياسية واعلامية وسياسية وجمعوية تضيع مقدوراتها هباءا متثورا من جراء هذا الاهمال .

اليوم , والظروف التي يمر بها العالم , نحن بحاجة الى مجلس جالية مغربية قوي متامسك له برنامج ويظم طاقات لها تصورات واجتهادات على المدى القريب والبعيد .

 

محمد بونوار

كاتب مغربي مقيم بالمانيا