ذاك الريف الواسع القلب لا يسعى الى إزاحة السوسي بل هو فى سيره، يفسح له الطريق ليعبر، او لكى يسير معه فى نفس الطريق .
بعد أن صرت أبتسم مزهوا وانا اتذكر نجاحات الصمت القاتل و ميغيس” و وداعا كارمن وجدتني اليوم اعود الى حزني وبيني وبين نفسي تتردد أصداء عنوان صادفني اليوم ( الريافة يواصلون سعيهم إلى إزاحة سواسة من عرش السينما والفيلم.)
وجدتني متعب ببحثي ولهاثي وراء ذات العنوان .. حتى كدت أُصاب بالغثيان .. هزني عميقاً ورمى بي الى فضاءات لامتناهية. 
استفزني العنوان واعترتني حالة ذهول .. ومازلت..!
ربما كانت طريقة تعبير صاحب المقال بريئة … ولكن كلمات العنوان تشبه بحد ذاتها فكرا خاصا يعانيه  ربما كاتبها..(او بالأصح كاتبتها) 
عبارة أربكتني وأدخلت دهشة لم اعهدها الى نفسي ..استفزت قريحتي وكأنها تعلن حالة التحدي للذوق الفني لأي مبدع يحترم فنه.. ولأي فنان يحاول الإرتفاع باللغة الأمازيغية ( اقول الأمازيغية وليس فقط الريفية او السوسية) الى أرفع الفضاءات.. 
والعنوان إياه هو عنوان خبر بالموقع الإلكتروني كود للزميلة شيماء الهناوي . يتناول الخبر :“(..) مسلسل مكون من 20 حلقة، سيكون بلهجة الريف، وسيُشرع قريبا في تصويره بقرية دار الكبداني اقليم ادريوش نواحي مدينة الناظور لفائدة قناة تمازيغت، وسيتولى الجيلالي فرحاتي إخراجه وستقوم بتنفيذ إنتاجه شركة ثازيري للانتاج“!!
والذي استفزنى اكثر فى هذا العنوان هو فى علاقة الريف او كما وصْف صاحبة المقال الريافة  بالاخر، أو بـ : سوس على ادق تعبير وكما العنوان وصفه.
ناسيا صاحبه او متناسيا ان ذاك الريف الواسع القلب ، لا يزاحم أحدا فى الطريق .. ولا يسعى الى إزاحة السوسي بل هو فى سيره ، يفسح له الطريق ليعبر، او لكى يسير معه فى نفس الطريق..وهدفه ان يلتقيا ويشتغلا معا ولا يتباعدا. يلتقيا كما التقيا عبر عصور مضت ويتجمعا كما التاريخ جمعهما حيث كانت ولا زالت علاقة كل منهما بالآخر علاقة حب وتعاون … فلم يحدث فى يوم من الأيام أن اختلف أحدهما مع الآخر.إنما عاشا متلازمين، يناضلان معا.. يقطعان مرارة العمر معا. امتزجت دماؤهم كما الأمازيغ بصفة عامة امتزجت دماؤهم عبرالتاريخ بدماء بعضهم البعض كما بدماء كثيرة وعلى عدة مراحل …
إذا لا فرق هنا بين الأمازيغي السوسي والأطلسي و الريفي والصحراوي إلى آخر القائمة . 
فما أروع ( حالة ) ولادة إبداعاتنا معا  وإن كانت عسيرة أحيانا  وخاصة حينما تكون من أرحامنا و محفوفة باللغة والهوية.. والتاريخ . 
فهل لنا ان نعذر صاحب العنوان كضحية لإعلام ما .. قتل روحه وخياله وجعله ينظر للآخر من زاوية واحدة هي الايدلوجيا (وأخاف ان تكون …حاقدة) حتى بعد انتهاء عصر الأيدولوجيات برمتها. 
أم ننصح بمراجعة المفردات والتخلص من مخلفات الإعلام الايديلوجي والنظر بواقعية للأفكار والإبداعات و…الإنتاجات . 
صحيح ، أن السينما الأمازيغية الريفية ، لم ترق بعد الى المستوى المطلوب في التنافسية مع الإرث السينمائي السوسي . ولم تؤسس بعد لسينما تستطيع ان تلعب أدوارها في فرض صورتها وخصوصية تفكيرها. وأسباب ذلك كثيرة لا يتسع المجال للتفصيل فيها. 
ولكن كونها اليوم تشق طريقها لخلق إبداع وإنتاج خاص بها لا يعني انها بذلك تعمل على إزاحة  السواسة من عرش السينما والفيلم … بل انها تحاول هي الأخرى ان تجعل لها مكانا في الساحة … الساحة التي تتسع للجميع دون الحاجة الى  إزاحة أحد …
وهي بالفعل تخطو خطوات للأمام ..خطوات جيدة في طريق التطور والتقدم ..بل أنها بذلك استطاعت فعلا أن تخطو خطوات متقدمة خلال السنوات الماضية من خلال إنتاج أفلام أمازيغية ريفية حققت نجاحات ، بل أنها تمكنت من منافسة أفلام كثيرة بل والتفوق عليها . ومن أبرز تلك الأفلام فيلم « وداعا كارمن » الذي نجح في أن يحقق مراتب عالية بين الكثير من الأفلام التي عُرضت في العديد من المهرجانات. 
قبل الختم أعيد وأقول ان ذاك الريف الواسع القلب ، لا يزاحم أحدا فى الطريق .. ولا يسعى الى إزاحة السوسي بل هو 
فى سيره ، يفسح له الطريق ليعبر، او لكى يسير معه فى نفس الطريق .. وهدفه ان يلتقيا ويشتغلا معا ولا….. يتباعدا.
==
وحتى أكون وفيا … اليكم اسفله مقال  كود كاملا :