قدمت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيدة امبركة بوعيدة، اليوم الثلاثاء بلندن، الخطوط الرئيسية للسياسة الإفريقية للمغرب، الذي يضع القارة الإفريقية في صلب أولوياته الدبلوماسية.

وشددت الوزيرة، في كلمة خلال غذاء عمل أقامته سفيرة المغرب في بريطانيا، الشريفة للاجمالة، على الأهمية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتطوير علاقات المملكة مع البلدان الإفريقية الصديقة في إطار تعاون تضامني وفعال على محور بلدان الجنوب-جنوب.

وأوضحت السيدة بوعيدة، في كلمة ألقتها أمام نحو عشرين سفيرا إفريقيا شاركوا في هذا اللقاء، أن المغرب ما فتئ يعمل، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، على ترسيخ استقرار وتنمية وازدهار إفريقيا.

وذكرت الوزيرة، من جانب آخر، بالنجاح الكبير الذي حققته الجولة الملكية الأخيرة التي قادت جلالته إلى أربعة بلدان إفريقية، متمثلة في مالي وكوت ديفوار وغينيا-كوناكري والغابون.

وأشارت إلى أن هذه الجولة توجت بالتوقيع على 91 اتفاقا واتفاقيةº همت، على الخصوص، مشاريع ملموسة تروم تعزيز التعاون، خاصة في مجالات الفلاحة والصيد والسكن الاجتماعي والكهربة القروية والطاقة والسياحة والبنيات التحتية.

وأضافت أن هذه الاتفاقات مكنت من إعطاء دينامية جديدة لعلاقات التعاون مع البلدان الإفريقية والمضي قدما نحو بلورة تصور شامل ومشترك، وذلك بما يخدم تنمية إفريقيا.

وأبرزت أن المغرب، القوي بتجربته وإمكانياته، يبقى على استعداد ليتقاسم مع البلدان الإفريقية الصديقة الخبرات التي راكمها في العديد من القطاعات الاستراتيجية لتسريع التنمية السيوسيو-اقتصادية في إفريقيا جنوب الصحراء.

ومن جانب آخر، أبرزت السيدة بوعيدة أيضا أهمية التعاون الديني الذي يتيحه المغرب للبلدان الإفريقية الصديقة، مذكرة، في هذا الصدد، بتكوين الأئمة الأفارقة في المملكة وفق المذهب المالكي الذي يقوم على إسلام معتدل مبني على الوسطية والتسامح.

وقالت إن هذه التجربة، التي حظيت بتقدير كبير، والتي كانت قد بدأت في مالي، أصبحت تستأثر باهتمام العديد من البلدان الإفريقية في سبيل مكافحة التطرف والقوى الظلامية.

وفضلا عن تعزيز العلاقات الثنائية، تضيف السيدة بوعيدة، فإن المغرب يعمل بمعية عدد من البلدان الإفريقية على إرساء تعاون ثلاثي الأطراف غني ومتنوع وقائم على أساس شراكة حقيقية ذات بعد تضامني وتشاركي.

من جانبهم، أشاد السفراء الأفارقة، الذين حضروا اللقاء، بالزيارات التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للعديد من البلدان الإفريقية، معتبرين أن هذه الزيارات تعكس الالتزام القوي للمغرب بإرساء شراكة مغربية إفريقية تكون مربحة للطرفين وتضامنية وعصرية ومستشرفة للمستقبل.

وقد أجرت الوزيرة المغربية، التي بدأت أمس الاثنين زيارة عمل للمملكة المتحدة تستغرق يومين، مباحثات مع عدد من المسؤولين البريطانيين، من بينهم وزير الدولة المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هيو روبرتسون، والوزير المكلف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في حكومة الظل لحزب العمال البريطاني المعارض، ايان لوكاس.

وتمحورت هذه المباحثات حول آفاق التعاون الثنائي وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، فضلا عن آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.