حينما يغيب الناطق الرسمي لشريحة معينة سواء كانوا  طلبة , أو عمال , أو موظفيين , أو قبيلة  أو … فان الامور تزيد تعقيدا مرتين , أولها يقع شرود نفسي وتعم فوضى في المجال يصعب التعامل معه والاستفاذة من العطاءات البشرية, وثانيها تتقلص صورة الدولة في ذهنية هؤلاء من خلال عدم تطبيق مقتضيات الدستور وبنوده التي تنص على تمثلية هذه الشريحة من المجتمع بالطرق الشرعية المقررة سلفا في دفتر التحملات ألا وهو الدستور .

نتابع عن كثب هنا في ديار الغربة موقع مغاربة العالم في رصيف الصحافة المغربية كل يوم , ولا نجد لها أثرا , واٍن دل ذالك على شيئ اٍنما يدل على منئى الصحافة المغربية عن مشاكل الجالية المغربية ومؤسساتها وكل ما يدور في فلكها.

لم يبق اٍلا زمن وجيز وتبدأ الاستعدادات للانتخابات التشريعية المقبلة , ورغم نصوص الدستور التي تنص على مشاركة مغاربة العالم في السياسة الداخلية , لا نرى بأي وجه سوف تواجه الاحزاب مغاربة العالم وهي الفئة التي لا تلوي على ثميلية شرعية الى يومنا هذا .

نتسائل بمرارة , هل لا توجد كفاءات بما يكفي التطلعات  في العدد الاجمالي لمغاربة العالم الذي يفوق 5 ملايين في خمس قارات ؟

هل تطبيق بنود الدستور فيما يخص الجالية المغربية , أمر صعب له عواقب وخيمة قد يخلق مشاكل لا تعد ولا تحصى ؟

أم أن هناك اٍهمال ممنهج , لا يدركه اٍلا العارفون بعواقب النهوظ بمغاربة العالم  ؟

في جميع الاحتمالات والحالات وكيفما كانت الشروح والتأويلات والتخمينات والتصورات , فاٍن الذين يقفون وراء عدم الشروع في اٍصلاح منظومة الجالية المغربية من أولها الى آخرها , يكون كمن أعدم  جاليليو جاليلي الذي مات عن نظرية صحيحة وتابثة .

وقفنا عند العالم جاليليو الذي صاغ السرعة صياغة رياضية و أثبث أن الارض كوكب صغير يدور حول الشمس وأثبث أيضا خطأ نظرية  أرسطو, وقام بأعمال عدة لم تكافئه الكنيسة آنذاك , بل جره علمه الى مشنقة الاعدام بمدينة فلورنس أمام الملآ وأمام طلابه .

وبعد مرور حوالي قرنين من الزمن , تحصرت الكنيسة على قتله وخصصت له ثمثالا وسط الجامعة التي كان يدرس بها آنذاك  , كما  اختارت أروبا اسمه لمعظم برامجها الفضائية والعلمية .

هذا العمل ينطبق على مغاربة العالم مجازيا , حيث الحكومة المغربية تتغاضى عن تفعيل مقتضيات الدستور في الشق الخاص بمغاربة العالم , وتكون بذالك قد فوتت الاستفاذة من الكفاءات والاطر والعطاءات الهائلة التي تزخر بها الجالية المغربية في غياب القواعد الاساسية لكل عمل تنظيمي .

أين منا حكومة تتسم بالحكامة والحكمة , وتنصف مغاربة العالم بترميم واٍعادة المؤسسات التي تسهر على شأنها الديني والثقافي والاجتماعي والاقتصادي , وتعطي شحنة جديدة للدبلوماسية الموازية بمفهومها الكامل .

*كاتب ومستشار ثقافي