يعرف العمل الجمعوي في كطالونيا مجموعة من المشاكل والإحباطات، وتعترضه عراقيل مختلفة ومتنوعة، مما أدى إلى انحرافات سلبية أثّرت على عطائه ومساره وقلصت من إنجازاته، خصوصا في المجال الديني. وذلك بسبب النظرة الإختزالية للعمل الإسلامي لدى بعض المنتحلين، والذين جعلوه مطية ووسيلة لتحقيق العديد من المصالح والأغراض الشخصية، ونأوا به عن غاياته السامية وأهدافه السامقة في خدمة الجالية ومعايشة جل معاناتها ومشاكلها.
وقد تجسد هذا الأمر بجلاء في التمثيلية الدينية بكطالونيا والتي وقع فيها اختراق من طرف مجموعة من الدخلاء على هذا المجال لا من حيث الوعي بجسامة المسؤولية أو الإفتقار للعديد من الآليات المساعدة على الدفع بالعمل إلى أحسن المراتب، سواء الآليات المعرفية أو المهنية، الأمر الذي حاد بها عن جادة الصواب، ولم تبق حبيسة العمل والتأطير الديني فحسب، بل أصبحت عبارة عن حلبة سباق غايتُها الإستقطاب الجماهيري الذي تغيب عنه المبادئ والنيات الحسنة لرأب الصدع وجمع الشمل للفئة المستهدفة (التأسيس لعمل قيمي وإيجابي يسعى لتوحيد صف المغاربة) والعمل على كسب الرهان المستقبلي للعمل الجمعوي بشقيه الثقافي الهادف والديني المعتدل والوسطي.
ويظهر ذلك من خلال التيه وضعف التوجيه الإستراتيجي من أجل الوصول إلى عمل متكامل، وكذا التسويق الحزبي في بعض التحركات والأنشطة المحسوبة على العمل الإسلامي، مما أدى إلى نوع من التنافر والصراع بين أعضائه على اختلاف انتماءاتهم السياسية وصراعاتهم الخفية التي تهدف إلى استغلال المهاجر.
ومن صور هذا الغبن، العمل على استغفال المسؤولين واستغلال المنح والمساعدات الوطنية رغم تنصلهم من الحس الوطني الحقيقي والذي يعبرون عنه أمام المسؤولين الإسبان بشكل مغاير تماماً، وإعطائهم صورة مغايرة للواقع من أجل الحصول على مساعداتهم ومنحهم ولعبهم على الحبلين، يتمظهر ذلك فيما يسمى النفاق المصلحي أو ازدواجية الشخصانية في الخطاب، فهم متشبثين بالمذهب المالكي صوريا أمام المسؤولين المغاربة، ومنفتحين إلى حد التسيب داعين إلى إسلام أوروبي أمام المسؤولين الإسبان، مما يعمق إشكالية العمل الديني ويفقده أهدافه ويدخله في متاهات غير محمودة العواقب.
يتبع…