تعتبر الصحافة بشكل عام هي السلطة الرابعة في المجتمع بعد السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية , أما السلطة الخامسة فتعود الى المجتمع بما فيه المجتمع المدني طبعا .
رجال الصحافة بجميع أشكالهم , خاصة الذين يتوفرون على روؤى مستقبلية , ويتتبعون حالات السلطات السالفة الذكر , وينتقذون بنودها تارة , ويعيبون عن عدم الاهتمام بجانب من المواضيع التي لم يتم التطرق اٍليها تارة أخرى . تعد حالة سليمة وصحية ونافعة للدولة , وتظهر مدى تجاوب أصحاب القرارات العليا لمطالب الصحافة بوجه عام , خاصة منها الفئة التي تتمتع ببعد النظر ومصداقية في الكتابة وجرأة في التعبير .
غالبية صناع القرارات العليا تعتمد وتستعين و تستنبط الافكار في سن القوانين والتعديلات والبرامج والمخططات وتتدارك المواقف وتصححها من خلال رجال الصحافة وعطائاتهم , الذين يكون همهم ومهمتهم طوال حياتهم هو </strong>الكتابة , نعم الكتابة المفعومة بعبارات وملاحضات وجمل تحمل في طياتها أفكارا وآراء وتصورات جاهزة وخطط كاملة وارتسامات مطابقة لما يلوج في خاطر المواطنيين .
اٍذن فئة رجال الصحافة هي المؤشر الحقيقي لواقع الحال والاحوال , وهي الخلية التي تعمل بصمت وتنتج مواد معنوية , عبارة عن أفكار تنفع وترفع القيمة الاصلية والمضافة والاحتياطية في المجتمع , لان جميع المشاريع وكيفما كانت تبدأ بالافكار أولا , ثم تصير اٍجراءات , أو بنود , أو قوانين , أو مخططات , أو برامج , أو مشاريع فوق الاوراق , وأخيرا تصبح واقع ملموس فوق الارض .
قليلة هي الدول العربية التي تعي دور الصحافة في المجتمع , وتوليها العناية والمكانة التي تليق بها , رغم المزايا التي تسديها هذه الفئة المثابرة على العمل في ظروف اٍما صعبة , أو مقلقة , أو حرجة, أو فقيرة , أو مهمشة , أو شحيحة .
ولكي تأخذ فئة الصحافة نصيبها من الدنيا لابد هناك من عاملين اٍثنين , أولهما الوعي الكامل لدور الصحافة في بناء المجتمع وصيانته والدفاع عن مبادئه , وثانيهما الديموقراطية فيما يخص الاستحقاقات