أكد المحلل السياسي مصطفى طوسا، انه يتعين على الامين العام للامم المتحدة بان كي كون، الذي يقوم بالجزء الاول من زيارته الى منطقة المغرب العربي، والتي تقوده الى موريتانيا والجزائر ومخيمات البوليساريو بتندوف، ان يشرح للجزائر ان الاستمرار في الحفاظ و احتضان مخيمات للاجئين، يعد استراتيجية خطيرة على أمن المنطقة.
واضاف طوسا في مقال نشر بالموقع الاخباري الفرنسي (أطلس أنفو) انه بالنظر الى عدم الاستقرار الامني الذي يهدد منطقة الساحل برمتها، فضلا عن الفوضى السائدة بليبيا، وتحركات الارهابيين جنوب الجزائر، يجب على بان كي مون ان يوضح للجزائر ان الاستمرار في احتضان مخيمات اللاجئين، وتسليح القاطنين بها، يعد استراتيجية خطيرة على السلم والاستقرار بالمنطقة، مشيرا الى ان الجزائر طرف لا يمكن انكاره في نزاع الصحراء.
وقال ان المنظمات الارهابية التي لها اجندة وحيدة تتمثل في زرع الرعب والفوضى بالمنطقة، تتحين الفرصة لانتهاز الشعور بالاحباط لدى الشباب الصحراوي بالمخيمات، الذي تربى على العنف والمواجهة، مضيفا ان مخيمات الانفصاليين هي عبارة عن سجون اصبحت بالنسبة لقيادة البوليساريو وحاضنتها الجزائر ،مصدرا لجني الارباح عبر اختلاس المساعدات الانسانية الدولية .
وشدد مصطفى طوسا على انه يتعين على بان كي مون التحدث الى القيادة الجزائرية بلغة الحقيقة، وتبيان الواقع السياسي للمنطقة ، بدلا من الانسياق وراء الخرافة الانفصالية.
واكد انه يتعين على الامين العام الاممي استثمار لقاءاته مع الرئاسة الجزائرية وقيادة البوليساريو، لحثهم على قبول العرض السياسي الوحيد القابل للتحقيق لفائدة السلم والازدهار بالمنطقة، والمتمثل في تطبيق الحكم الذاتي الموسع الذي اقترحه المغرب بالاقاليم الجنوبية، مذكرا بان هذا العرض لايحظى بالاجماع فقط في المغرب بل ايضا بانخراط واسع من لدن المجتمع الدولي الذي يرى فيه امكانية وحيدة للخروج من نزاع عمر لنحو اربيعن سنة.
وخلص الى القول انه يتعين على بان كي مون دعوة الجزائر الى فتح قناة للتفاوض المباشر مع المغرب من اجل تنظيم عودة جماعية للاجئين الصحراويين بتندوف، والتخلي عن الفكر العدائي تجاه المغرب. كما يمكن لبان كي مون ، يضيف مصطفى طوسا، ان يعد باسم الامم المتحدة، ببذل الجهود من اجل السهر على التطبيق الصارم للحكم الذاتي الموسع بالاقاليم الصحراوية، الذي اقترحه المغرب، مشيرا الى ان ذلك يمر حتما عبر اعادة فتح الحدود، وبداية تطبيع العلاقات بين البلدين الجارين.