في شريط فيديو مؤتر لام الضحية (ي.م)، الذي قضى نحبه قبل شهرين إثر التعذيب الذي تلقاه في عهدة الأمن بمنطقة عين السبع بالدارالبيضاء، وهي تتحدث عن معاناتها بعد وفاة ابنها، وكيف صارت تهيم على وجهها في الليل بعد دخولها في صدمة، “كنت مصدومة.. مكنتش تنقدر نهضر.. كنت غير تنحدر راسي ونبقا غادا معارفاش فين. لم أعد أستطيع النوم لا ليلا ولا نهارا”.
يرصد الفيديو أيضا حالة الشاب المتوفى أثناء زيارة العائلة له بالمستشفى بإخبار من الشرطة، تظهر بوضوح حالة الغيبوبة والإغماء على الضحية. حيث تفيد الكمدات الموجودة على الرأس الملطخة بالدماء وأثار التعذيب على الجسد، أن الضحية تعرض لتعنيف شديد.
فقد تفاجأ الجميع بعد مضي أزيد من شهرين على وفاته، بقرار الوكيل العام للملك حسن مطار والذي يقضي بإيداع ثمانية أمنيين متورطين في هذه القضية رهن الاعتقال، والتاسع منهم في حالة سراح مؤقت.
قرار الاعتقال، وإن كان مفاجأ في أوساط العديد من رجال الأمن الذين فاتحنا معهم النقاش، فإنه بالمقابل لقي استحسانا كبيرا في عدد من الجمعيات الحقوقية، التي رأت فيه شجاعة حقيقية من قبل جهاز القضاء في شخص السيد الوكيل العام للملك نحو ترسيخ مبادئ احترام حقوق الإنسان داخل المرافق الأمنية، خاصة وأن عائلة الضحية لم تحرك أي شكاية في الموضوع.
وإذا كانت التحقيقات لازالت جارية على قدم وساق، فإن كل المؤشرات تجزم أن حادثة الوفاة كانت مقرونة بالتعذيب والذي ستكشف نتائج التحقيق عن مرتكبيها.